مدير ثروات: الرقم كان "قاب قوسين أو أدنى" من التداول عامي 2006 و2007
الأزمة العالمية تقذف بالرقم "زيليون" إلى خانة المجهول حتى إشعار آخر
محمد البيشي من الرياض
باعدت الأزمة المالية العالمية وتداعياتها على ثروات الدول والأثرياء حول العالم بين الزمن الذي يفترض أن يدرج فيه الرقم كودرليون عند المتخصصين في الرياضيات أو كما يسمى "زيليون"، ضمن مصطلحات عالم المال والأعمال اليومية بعد كان وفق مراقبين ماليين قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ذلك خلال عامي 2006 و2007 ، وظل الرقم "تريليون" سيد الموقف.
ووفق صالح الشمري، أستاذ الرياضيات، فإن الأرقام في علم الرياضيات لا نهاية لها، مشيرا في هذا الصدد إلى أن العلماء وقفوا عند "الديشليار" وهو الرقم الذي يتبعه 63 صفرا، إلا أن كل العلوم ومنها المالية والاقتصادية لا يمكن أن تصل إلى تلك المستويات، ولكن في علوم الفلك والسرعات فإنها تستخدم.
وأضاف الشمري " الثابت الآن أن الرقم "كودرليون" هو المحطة التالية للأرقام التي يمكن أن تصبح متداولة على اعتبار أن التريليون وهو الرقم الذي يسبق الكودرليون أصبح شائعا".
ورتب أستاذ الرياضيات الستة أرقام في علم الرياضيات التي تلي الرقم "مليون", التي قد تتغير أسماؤها في مجالات أخرى وهي ( مليون = واحد و6 أصفار)، (بليون " مليار" = واحد و9 أصفار) ، (تريليون = واحد و12 صفرا)، (كودرليون " زيليون" = واحد و15 صفرا)، ( كونتليون = واحد و18 صفرا (سكستليون = واحد و21 صفرا)..وأضاف " ولكن هناك علماء وضعوا حدا للأرقام وهو الرقم " قوقل" المكون من واحد و100 صفر".
إلى ذلك أكد لـ"الاقتصادية" نبيل المعلول، مدير شركة "جلف جروب" لإدارة ثروات الأفراد، أن الرقم "كودرليون" كان قريبا من تحقيق ذاته وسط الأرقام المتداولة في الاقتصاد العالمي في ظل تنامي الثروات والاتحادات الاقتصادية والمجموعات الدولية الأخرى.
وقال" كان نمو ثروات الدول والأفراد على الوتيرة نفسها في عامي 2006 و2007 قاب قوسين أو أدني من إشهار الرقم "زيليون" كعلم متداول، ولكن حالت الأزمة دون ذلك في الفترة الراهنة على الأقل ولكن يمكن أن يتحقق ذلك خلال السنوات الخمس المقبلة".
وأوضح مدير الثروات أن الثروات في العالم تقلصت بفعل الازمة ولكنها يمكن أن تعاود النمو لاحقا، مشيرا إلى أن التغير الذي طرأ على العالم عقب الأزمة يمكن أن يسرع من ظهوره وزاد" هنا أذكر بأن ظهور الهند والبرازيل والسعودية ضمن مجموعة سميت مجموعة العشرين وهي أكبر 20 اقتصادا في العالم قد يظهر أرقامها الاقتصادية الجماعية أرقاما مثل الرقم "زيليون"، وهذا التغيير قادم لا محالة".
وتأتي تلك التقديرات بعد أن كانت قد توقعت دراسة اقتصادية صدرت مطلع العام الجاري انخفاض الثروة العالمية بمقدار 10 في المائة في عام 2009 نتيجة التقلبات في أسواق المال العالمية.
وقالت الدراسة التي أعدتها شركة الاستشارات "بوسطن كونسلتنج جروب" إن الثروة المجمعة من قبل الأفراد قد تتراجع إلى 100 تريليون دولار من المستوى القياسي الذي سجلته في عام 2007 والذي بلغ 5. 109 تريليون ـ وهنا نذكر أن أربعة أضعاف هذا الرقم يمكن أن تتحقق خلال السنوات الخمس المقبلة وهذا يعني" نصف زيليون".
من جهتها قالت صحيفة "فاينانشيال بوست" في تقرير سابق إن تجميع الثروة الذي حددته الشركة الاستشارية بالأصول البنكية يمكن أن يستعيد مساره التصاعدي، بعد زوال الأزمات المتلاحقة التي تضرب الأسواق المالية متوقعة وصولها إلى نحو 138 تريليون دولار عام 2012.
واعتبرت الزيادة التي بلغت 5 في المائة التي سجلتها الثروة العالمية في عام 2007, التي وصلت إلى 5. 109 تريليون دولار مؤشرا على استمرار توسع الثروة للسنة السادسة على التوالي، إلا أن التقلبات المالية التي عمت منذ عام مضى بجمود سوق الرهن العقاري في الولايات المتحدة بدأت تقوض ذلك النمو ومع ازدياد تلك المخاوف هذا العام فإن الثروة العالمية مستمرة في التراجع.
وكان عدد الأثرياء من الأفراد في أنحاء العالم قد قفز أكثر من 11 في المائة عام 2008 ليصل إلى 6. 10 مليون نسمة. وسجلت الولايات المتحدة الرقم الأعلى في عدد الأثرياء حيث بلغ عددهم 9. 4 مليون.
تلتها اليابان وعددهم 900 ألف, المملكة المتحدة 668 ألفا, ألمانيا 422 ألف نسمة. وشهدت الصين ارتفاعا مهما في عدد الأثرياء العام الماضي, بنسبة بلغت 34 في المائة ليصل عددهم إلى 391 ألف نسمة لتأتي بعد ألمانيا. وجاءت كندا في المرتبة 14 بنحو 143 مليونيرا.