بسم الله الرحمن الرحيم
مالذي تحمله لنا تقلبات الأسواق العالمية ؟
أحمد معرفي
في خطوه مفاجئة أعلن الرئيس الأمريكي عن خطة إنقاذ للاقتصاد الأمريكي الذي يدخل مرحلة الركود وذلك من خلال ضخ ما يقارب 150 مليار دولار أمريكي هذا بالإضافة إلى خطة مبرمجة لخفض أسعار الفائدة و الضرائب وغير ذلك من الإجراءات من شأنها تحفيز وإنعاش الإقتصاد مرة أخرى.
إلا أن إجراءات الرئيس الأمريكي لم تكن مقنعة بالنسبة للمستثمرين حيث تهاوت الأسواق العالمية بحده في الأيام التي تلت هذا القرار ، فقد تارجعت البورصات الأوربية ومحت معها أكثر من 290 مليار دولار من القيمة السوقية ، كما تصدرت الأسواق الآسيوية موجات التراجع تلك حيث بلغ معدل ما بين 8 و 10%.
ولم تنجو الأسواق الخليجية من تأثيرات تلك التراجعات فقد تراجعت بنسب كبيرة ، بل أن بعضها تراجع بمستويات كبيرة في يوم واحد لدرجة أنها كانت الأكثر خلال أكثر من عام ، وذلك قبل أن تعوض هذه الأسواق جزءا من خسائرها في نهاية تداولات الأسبوع الماضي.
وفي خضم هذا الشد والجذب الذي تشهده مؤشرات أسواق المال العالمية ، يتبادر إلى أذهان العديد من المتعاملين في السوق المحلي مدى ترابط أسواق المال أو الإقتصاديات الخليجية مع ما يحدث في الأسواق العالمية وتأثير مع ما يحدث في السوق الأمريكي من ركود على أسواق المنطقة ؟
ويكمن الخوف من دخول الإقتصاد الأمريكي مرحلة الركود من أن ينعكس ذلك بشكل سلبي على أسواق الدول الرئيسية مثل الصين والهند وغيرها من الاقتصاديات الرئيسية في العالم ، الأمر الذي قد يؤدي إلى إنخفاض الطلب العالمي كما هو متوقع في التقرير الصادر عن صندوق النقد الدولي حول أستطلاعته بالنسببة للإقتصاد العالمي للعام 2008.
ولا شك بأن ذلك سؤثر على إقتصاديات المنطقة فيما لو أنخفض الطلب العالمي خصوصاً على النفط وعلى صناعة البتروكيماويات فهما عماد إقتصاديات دول المنطقة وقد بدا ذلك واضحاً من خلال الانخفاضات التي شهدتها أسعار البترول في الأيام الماضية .. وهو أمر سيلقي بظلاله على الناتج الإجمالي لدول المنطقة خصوصاً إذا ما استمر ذلك لفترات طويله ، إلا أن التشاؤم هنا قد لا يكون في محله حالياً وذلك بسبب الفوائض المالية والملاءه المالية العالية التي استطاعت أن تحققها دول المنطقة في السنوات الماضية وبالتالي فإن توقع حدوث الأسوء هو امر مستبعد على الأقل في الوقت الحالي .
ولكن الخوف يكمن في أن ما يحدث للإقتصاد الأمريكي من ركود ماهو إلا بداية الأزمة وهي مقدمة لدخول الإقتصاد الأمريكي لمرحلة الكساد . الأمر الذي سيتسبب في إدخال إقتصاديات عالمية الأخرى في مرحلة الركود والكساد وهو السيناريو الأسوأ ، الأمر الذي يقول عنه الخبراء بأنه صعب الحدوث ولكن غير مستبعد.
إن تأثر كل من السوق الكويتي أو أسواق المال الخليجية بموجة هبوط البورصات العالمية هو أمر طبيعي ، ولكن الأهم من ذلك هو أن تكون القرارات الاستثماريه المبنية على التحليل المالي هي الأساس وإعطاء أهمية أكبر عند لمدى ترابط الصناعة التي تتنمي إليها الشركة مع المؤثرات الخارجية ، أما التمنيات والأهواء الشخصية فهي لا تجدي نفعاً عند الأزمات !!.
*عضو مجلس إدارة الجمعية الإقتصادية الكويتية.
الأسواق.نت
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم/ جعبة الأسهم