شكوك حول إعلانات الشركات واتهامات لبعضها بـ(التضليل المتعمد

بسم الله الرحمن الرحيم

ترافقت مع مطالب بتشديد المحاسبة واعتماد نموذج موحد
شكوك حول إعلانات الشركات السعودية واتهامات لبعضها بـ"التضليل المتعمد"

وجه متداولون في السوق السعودية أصابع الاتهام إلى بعض الشركات المدرجة بصياغة إعلانات "مضللة" تحوي قدرا من التضارب في الأرقام، إلى جانب الغموض والعشوائية، مما لا يمكن السكوت عنه، حسب تعبيرهم.
كما جددوا مطالبتهم لهيئة السوق وشركة "تداول" بإيجاد نموذج موحد للإعلانات، واعتماد نظام صارم للتدقيق ينهي حالة عدم التطابق في البيانات، والتي توحي بوجود تلاعب مقصود أو استهتار في تدوين الأرقام، مترافق مع تقصير واضح في التأكد منها قبل نشرها.

"بالجرم المشهود"
وانصبت انتقادات المتداولين هذه المرة على 3 إعلانات نشرها موقع تداول يوم أمس السبت 23 فبراير/شباط، رأى هؤلاء أنها تضبط الوضع المتردي لإعلانات السوق "بالجرم المشهود"، لا سيما وأن الحديث هنا في غالبه مبني على الأرقام، وليس على تفسير عبارة قد يُختلف في مدلولها.
البداية كانت مع إعلان الشركة الوطنية للتنمية الزراعية، والذي أثار المتداولون حوله أكثر من علامة استفهام، خصوصا لجهة الفرق المقدر بـ36 مليون ريال (الدولار يعادل 3.75 ريالات) بين الأرباح الواردة في كل من إعلاني النتائج الأولي والنهائي، والتي أرجعتها الشركة إلى "تعديل سياسة معالجة قطيع الأبقار المرباة ليكون بالقيمة العادلة (السوقية) وفقا للمعايير المحاسبة الدولية".
وكانت "نادك" قد أعلنت في 21-1-2008 نتائجها الأولية مبينة أنها حققت ربحا سنويا صافيا مقداره 77.6 مليون ريال بتراجع يقارب 10% عن أرباح 2006، ثم عادت ونشرت يوم أمس إعلانا نهائيا رفع الأرباح إلى 113.5 مليون ريال، لتتقلص نسبة التراجع إلى 4% فقط.
وفيما شكك أكثر من مضارب على سهم "عملاق الزراعيات" بالتبرير الذي أوردته الشركة ووصفوه بأنه غير مقنع أبدا، لفت المستثمر أسامة الحمدان إلى أن اختلاف الأرقام في الإعلانين المبدئي والنهائي لم يقف عند أرباح السنة الماضية 2007، بل تعداه إلى أرباح سنة 2006 التي تمت المقارنة معها.

المعايير ثابتة
ففي الإعلان المبدئي تقول الشركة أن أرباحها لعام 2006 هي 86 مليون ريال، بينما يوضح الإعلان النهائي للنتائج أن هذه الأرباح هي 118.3 مليون ريال، علما أن هذه النتائج يفترض أن تكون قطعية بعد مضي أكثر من سنة على نشرها. فأي الإعلانين نصدق؟.
تساؤل طرحه الحمدان باستغراب شديد، ومضى معددا الاحتمالات الناجمة عن إحداث تقاطع بين أرقام الإعلانين، والتي تشير في أحد وجوهها إلى أن خسائر الشركة تتجاوز 34% إذا ما أخذنا بالحسبان أن الأرباح الصافية لعام 2007 تعادل 77.6 مليون ريال، وأن أرباح عام 2006 هي 118.3 مليونا، وهي نتيجة كارثية، وفقا لكلامه.
أما علي العبد القادر فاعتبر أن إدارة "نادك" أرادت أن تغلق بابا ففتحت عليها عشرات الأبواب، لأن المعايير المحاسبية الدولية التي تذرعت بها ليست وليدة اللحظة، ولم يتم "اكتشافها" بعد الإعلان الأولي فجأة، إنما هي معايير ثابتة وموجودة منذ وقت طويل.
وأضاف "من حق كل مساهم في نادك أن يجد جوابا واضحا لما يدور في ذهنه من أسئلة كثيرة، حول كيفية تقييم قطيع الأبقار طوال السنوات الماضية، وهل كان يخضع لنفس المعايير التي لجأت إليها الشركة مؤخرا، أم أنها مجرد أداة يتم استخدامها حين اللزوم فقط".

أغراض مضاربية
واستكمالا لهذه الصورة، لم يستبعد ماجد الغامدي أن تكون الشركة "متورطة في تزييف نتائجها" الأولية والنهائية لأغراض مضاربية بحتة، فالإعلان المبدئي دفع الكثيرين لبيع أسهمهم بخسارة بعدما تأكدوا من تراجع أرباحها، أما الإعلان النهائي فنشّط حركة الطلب على السهم بشكل ملفت، لا سيما أنه جاء مسبوقا بإعلان آخر عن توصية بزيادة رأس المال، لم يفصل بينهما سوى ربع ساعة.
وأشار الغامدي إلى أن هناك من تضرر بعشرات وربما مئات آلاف الريالات جراء اعتماده على الإعلان المبدئي، الذي كان على ما يبدو "مبرمجا لتطفيش المضاربين من السهم"، بعكس الإعلانين الأخيرين الخاصين بالنتائج النهائية والمنحة الموصى بها، والبالغة 50% أي سهم لكل سهمين.
وبعد عدة أيام من التذبذب الطفيف تخلله يومان من الثبات في 18 و19 من الشهر الجاري عند سعر 54.5 ريالا، سرعان ما تفاعل سهم "نادك" مع الإعلان النهائي ملامسا النسبة القصوى للارتفاع ومحققا 60 ريالا، وهو تقريبا نفس السعر الذي كان عنده السهم يوم 21-1-2008 حين تم الإعلان عن النتائج المبدئية، ليهبط بعدها السهم إلى ما دون 50 ريالا، في جلسات لاحقة.

بين الحالي والماضي
من جهة أخرى لم يكن الإعلان الذي نشرته شركة مكة للإنشاء والتعمير بأقل إثارة للجدل من سابقه، حيث لفت أكثر من متداول إلى الاختلاف الواضح في بيانات الأرباح التشغيلية عن الفترة المنتهية في 30-1-1428هـ، والتي يشير إليها الإعلان الحالي بأنها 146 مليون ريال، بينما تظهر مراجعة النص الأصلي لإعلان تلك الفترة أن الأرباح هي 175 مليون ريال.
وبناء على هذا فإن الشركة بنظر العديد ممن استطلعت "الأسواق نت" آراءهم قد حققت انخفاضا في أرباح الفترة بمقدار 12 مليون ريال، مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق، بخلاف ما يقرره الإعلان الأخير من أن الأرباح زادت بما يعادل 17 مليونا، عامدا إلى "رقم معدل" لأرباح الأرباع الثلاثة الماضية، لم يتم ذكره مطلقا ضمن إعلان الفترة المنتهية في 30-1-1428 هجرية، علما أن الشركة تكتفي في عرض نتائجها بالتاريخ الهجري فقط دون أن تعرض لما يوافقه ميلاديا، خلافا لشركات السوق الأخرى.
وإزاء ذلك رأى المتداول تركي العجمي أن إعلان "مكة" يضاف إلى سلسلة من الإعلانات غير الدقيقة، التي خلّفت "علامة سوداء في جبين السوق السعودية"، متمنيا على جميع الجهات المعنية أن تخضع جميع الإعلانات والبيانات الواردة فيها للتدقيق الصارم، وأن تفعّل نظام المساءلة والمحاسبة بحق أي شركة يثبت تلاعبها أو استهتارها بالأرقام.

بين الحالي والماضي
وكما تلاقت الآراء على انتقاد السلبيات التي تحملها بعض الإعلانات، فقد تقاطعت المقترحات عند ضرورة إصدار نماذج موحدة لمختلف الأخبار الجوهرية، مثل إعلان النتائج أو زيادة رأس المال أو صفقات الاستحواذ، منعا لأي تشويش قد تحدثه الصياغات غير الموفقة أحيانا، والتي تحيط الخبر بالغموض أكثر من أن توضحه، وتجعله بحاجة إلى ترجمان.
وقد قفز هذا المقترح إلى الواجهة من جديد مع إعلان نتائج "المملكة القابضة"، والذي نال حصته من التحفظات، لاحتوائه قدرا من "الإنشائية الزائدة التي لا تتناسب مع مضامين إعلانات الشركات"، وفق ما ذكره لموقعنا عدد من المتداولين.
ولم يكن هذا هو الاعتراض الوحيد على الإعلان؛ إذ أشار هؤلاء إلى تشابك العبارات وتداخلها بشكل يجعلها عصية على فهم المختصين، فضلا عن المتداولين العاديين، مستشهدين بالفقرة التي تقول "تعتقد الإدارة بأن المعلومات المالية للفترة المقابلة المنتهية في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2006 غير قابلة للمقارنة مع الفترة المنتهية في 31 ديسمبر 2007م ولتقديم معلومات مجدية حول القوائم المالية الموحدة، قامت الإدارة بعرض أرقام المقارنة في قائمة المركز المالي كما في 31 ديسمبر 2006، ولم يتم عرض أرقام المقارنة في قوائم الدخل والتدفقات النقدية الموحدة للسنة المنتهية في 31 ديسمبر 2006، حيث إن الشركة قامت بشراء معظم موجوداتها ومطلوباتها من المساهم الرئيس كما في 31 ديسمبر 2006".

منقووووووووووول

بارك الله فيك وفي جهودك وفي وقتك

» الرقابة على الشركات المساهمة
» 22مليار ريال استثمارات الشركات الامريكية في الاسواق السعودية
» الغاء ضوابط تحول الشركات السعودية الى مساهمة عامه
» انعدام المصداقية يهدد الشركات المالية المقيمه لبعض الاسهم
» 77% من الشركات السعودية تستبعد اعادة تقييم الريال خلال6 اشهر