بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ،، والصلاة والسلام على سيد المرسلين:-
إن مفاهيم بعض الثوابت في سوق الأسهم بطبيعتها هي مفاهيم مرنة ولكن نتائجها ثابتة تماماً مثل المعادلات الرياضية فـ (2+1=3) و أيضاً (3*1=3) بحيث نلاحظ تساوي النتائج رغم اختلاف الطرق ، فاستخدام طريقة واحدة لأي مفهوم أو أمر ثابت يجعله مفتقداً للمرونة وتعدد الخيارات للوصول إلى النتيجة المرجوه ، فلا يمكن بحال أن يتفق مفسري "التحليل الفني" ويختلف مفسري "القرآن الكريم" رغم أن الوحي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه..!!
إن لم تكتسب القوانين شيئاً من المرونة بحسب "الحالة السائدة في البيئة المحيطة لها" فهي ستحتفظ بثباتها ولن تساير المتغيرات الطارئة على الظروف المحيطة بها ، ولنأخذ مثال بالماء الذي فيه "سر الحياة" فهو يتكون من مركبات"معروفة" ومكوناته الأساسية لا تتغير ولكنه يتغير "شكلاً وليس مضموناً" بين حالات ثلاث حسب الظروف المحيطة به وهي: الحالة الجامده والسائلة والغازية ..وهذه المرونة في الماء لم تفقده "جوهره" وهي مرونة لا تتجاوز حدود المعقول وبشكل مبسط دون تعقيد ، وهذا تماماً ما يميز الشرع الحنيف لأنه في جوهرة صالح لكل زمان ومكان مع المحافظة على ثوابته التي أقرها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ، وأتباع هذا الدين يجب أن لا يعتبروا المرونة معنى رديفاً للتمييع والتساهل حتى لا يدب فيهم "الهوان" بل يجب أن يقتدوا برسولهم الأمي فهو الأسوة لهم في كل أمر صلى الله عليه وسلم..!!
وفي سوق الأسهم السعودي اتفق الجميع على بعض الثوابت والقوانين بأنها صالحة للسوق السعودي ولكنها لا تمثل جوهرة على الحقيقة وهي مجرد "أمنيات وتطلعات" وإنما جوهر السوق من وجهة نظر "خاصة" هي "النفسيات" والتي يجب مراقبة تقلباتها ومواكبة التغير الطاريء عليها ، حتى نحاول على الأقل مواكبة ردة الفعل المتوقعة والتي ستحدث عند تغير الظروف والأجواء المحيطة..!!
ولدراسة النفسيات وتوجهات المتداولين في "سوق الأسهم" لا ينبغي علينا أن نضع القواعد "الجامدة" لهذه التوجهات ، فلا ينبغي أن نؤسس النظرية الصحيحة التي تقول :"كل تفائل يعني اقتراب الهبوط ، وكل تشائم يعني صعود قد اقترب" بشكل جامد ، فهي صحيحة ولكن لا ينبغي أن تكون جامدة وحتمية النتائج ، بل يجب أن ندخل عليها شيئاً من المرونة حتى تكون المعادلة مثلا: " كل تفائل يعني اقتراب الهبوط ولكن لا يشترط حدوثه قريباً ويجب التنبه للهبوط ومحاولة استباقه ، وكل تشائم يعني صعود قد اقترب ولا يشترط أن يحدث قريباً ويجب التنبه له ومحاولة استباقه" لتصبح بذلك أكثر واقعية ومرونة وتبتعد عن الجمود الذي يجعلنا نتابع الطريقة التقليدية في قراءة النفسيات دون دعمها بوسائل مساعدة تكشف الاتجاهات القادمة ومدى التسارع في تشائم المساهمين أو تفائلهم..والله أعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والحمد لله رب العالمين ،، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
أخوكم/ جعبة الأسهم