2.25 مليار ريال لشركة استثمار سعودية بريطانية
حسن السلطان - الدمام
الراشد خلال تكريمه وزير التجارة البريطاني امس
كشف وزير التجارة والاستثمار البريطاني ديغبي جونز امس عن أن زيارته للمنطقة الشرقية تأتي انطلاقا من الأهمية الاستراتيجية للمنطقة في الاقتصاد السعودي .. وقال جونز خلال مؤتمر صحفي عقده أمس بغرفة الشرقية ان العلاقات الاقتصادية بين البلدين تشهد نموا متزايدا خصوصا في مجالات التجارة والصناعة والخدمات والاستشارات .. وأشاد جونز بدعم مشاركة المرأة في النشاطات الاقتصادية والشركات العائلية .وكشف الوزير البريطاني عن أن شركة استثمارية (سعودية بريطانية) سوف تبدأ عملها في الصيف المقبل، برأسمال مقترح قدره 25. 2 بليون ريال سعودي .. مؤكدا على أن هذه الشركة كانت موضع اهتمام المسؤولين في الدولتين، خاصة خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الى المملكة المتحدة، كما أنها مدار بحث موسع لدى المجلس السعودي البريطاني، حيث تم تشكيل فريق عمل مكون من ستة أشخاص من البلدين يعملون مع شركات استشارية ومكاتب محاماة، على أمل أن ننتهي من الدراسات الأولية ويتم توقيع العقود، لتبدأ الشركة عملها بداية الصيف المقبل .. مشيرا الى أن مذكرة التفاهم التي وقعت بخصوص هذه الشركة قد نصت على أن يكون رأسمال الشركة 2.25 بليون ريال سعودي .
وحول اهتمامه بالشركات العائلية أوضح ارتباطه بمدينة برمنجهام، والتي تعتمد كثيرا في أنشطتها التجارية على الشركات والمؤسسات العائلية، وهي من الأنشطة التي لا تتأثر بتطورات العولمة، قائلا «إن معظم البلدان تملك مناعة في مجال استمرار الأنشطة العائلية والفردية التي يحتاجها المجتمع، وهي تحتاج الى المجتمع أيضا، من هنا جاء اهتمامنا بالشركات العائلية وتحديدا عمل المرأة في المجالات الاقتصادية» .
وحول السبب في تركيزه على النشاط الاستثماري النسوي، والتعاون بين بريطانيا والمملكة لتطوير هذا النشاط قال جونز إن تركيزنا على نشاط المرأة جاء بناء على أن مواجهة تيار العولمة الجارف يعتمد كثيرا على نشاط المرأة، وكان قد أثير موضوع وضع المرأة في الحركة الاقتصادية السعودية خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الى لندن مؤخرا، وأقيمت خلال فترة الزيارة ندوتان تتعلقان بموضوع مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية.
وحول انخفاض مستوى التبادل التجاري بين المملكة المتحدة والمملكة خلال الأعوام الثلاثة الماضية قال الوزير البريطاني إن الانخفاض في حجم التبادل التجاري مرده الى أن بعض السلع البريطانية لا تأتي مباشرة الى السوق السعودية، وإنما تأتي من طريق غير مباشر من منافذ أخرى مثل دبي، كما أن بعض السلع التي تصل الى السوق السعودية مثل طائرات ايرباص هي صناعة بريطانية بنسبة 50 % لكنها إذا جاءت الى السوق السعودية عن طريق فرنسا فإن السلعة يجري تحديدها على أنها فرنسية، بينما هي نصف فرنسية ونصف بريطانية.. مشيرا الى أن الانخفاض كان قد تراجع بنسبة 5 ـ 6 % ثم بدأ في الارتفاع بمعدل يتراوح بين 12 ـ 15 % هذا فضلا عن أن تبادل الخدمات بين البلدين لم يشهد أي انخفاض يذكر.
وكان الوزير البريطاني قد التقى برئيس مجلس ادارة غرفة الشرقية عبد الرحمن الراشد وعدد من رجال الأعمال ضمن برنامج يشتمل على إقامة ندوة بعنوان «الشركات العائلية.. التحديات والخبرات». وقال الراشد ان رجال الأعمال في المنطقة خاصة وفي المملكة ينظرون لهذا اللقاء بأهمية بالغة، مشيرا إلى أن الزيارة هي الأولى لوزير التجارة البريطاني، عقب الزيارة الأخيرة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى بريطانيا في نوفمبر الماضي ومباحثاته مع المسئولين البريطانيين حول تعزيز التعاون بين البلدين، وعلى الأخص التأكيد على مواجهة التحديات الاقتصادية، وتنمية الاستثمارات المشتركة، ورفع معدلات التبادل التجاري بين البلدين .
وأكد الراشد أن تلك الزيارة فتحت أفقاً واسعاً أمام مزيد من التعاون الاستثماري والتجاري خاصة بعد التشريعات التي أقرتها المملكة مؤخرا،ً والتي فتحت المجال بشكل واسع أمام بيئة استثمارية جاذبة . وبين الراشد ما تنطوي عليه هذه الزيارات من أهمية، فيما يتعلق هذا بتعزيز العلاقات البينية وتحقيق تطلعات قيادات البلدين في تكريس التبادل التجاري بين البلدين لما فيه خدمة مصالحهما واستكشاف فرص الاستثمار وتطوير الشراكات. ولفت الراشد إلى آفاق جديدة في التعاون الاقتصادي بين المملكة وبريطانيا، ستتيحها زيارة الوزير البريطاني، مشيدا باهتمام الوزير على نحو خاص بتطوير الشراكة الاقتصادية مع المملكة .