جعبة الأسهم
(مؤسس الحلال الطيب)
تاريخ التسجيل : 16/10/2007 رقم العضوية : 1 المساهمات : 5199 النشاط : الكنية : أبو عبدالرحمن حكمتي : من يجادل كثيرا يعمل قليلا
| موضوع: القنوات الجنائية 2009-05-10, 4:05 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم القنوات الجنائية
إعداد/القسم الثقافي قد يستغرب القارئ للوهلة الأولى من(العنوان) ويظن انه يخص شيئاً آخر،وقد يساور البعض الآخرالشك ويحتار في فهم هذا المصطلح، وآخر قد يظنه خطأ مطبعياً او لغوياً؟ لكن الحقيقة أن العنوان يخص القنوات(الغنائية) الجنائية (فهي لا تجني) على اصحابها وروادها سوى الخراب الأجتماعي والأخلاقي والديني، وحتى النفسي، فترى احدهم حين يظهر على إخدى شاشات هذه القنوات وكان به مس من الشيطان. إنها قنوات جنائية بادوات جديدة سلاحها (الكلمة، والحركة المفسدة الهدامة). لن أدلل على صحة كلامي بفتاوى من كبار العلماء أو كلمات ومواعظ الدعاة والمصلحين؟ لا لأنها لا تكفي، وإنما لأن الكثيرين من المتصدرين في وسائل الإعلام لا يقبلونها، ويعتبرونها ضرباً من التشنج، والتوتر، ولونا من التشدد، والتطرف، وصورة من صور الكبت والإنغلاق. وإنما من خلال إحصائيات، وأرقام، ودراسات وجدت دلالتها في العقول أبلغ، وأثرها في النفوس أوقع. في مؤتمر (الإعلام المعاصر والهوية الوطنية) والذي عقدته كلية الإعلام جامعة القاهرة في القترة من4-6 حزيران 2004 قدم الباحثون الإعلاميون دراساتهم حول القنوات الجنائية الغنائية، فما ذا كانت نتائج هذه الدراسات؟ نتائج مرعبة لقد قاموا بتحليل مضمون هذه الأغاني وكانت النتيجة: مائة أغنية شبابية - وهي إحدى العينات التي تم تحليلها من الباحثين في دراسة ميدانية - احتوت على 7573 لقطة تضمنت2056 لقطة بها مشاهد راقصة منها 1409 لقطات تركزّ على المناطق المثيرة و2400 لقطة قريبة من مناطق مثيرة و146 لقطة تلامس و126 تشتمل على عناق. وعينة أخرى تشتمل على (364) أغنية بثتها سبع قنوات جنائية عربية بلغت نسبة اللقطات المثيرة فيها 77%، منها في الرقص والحركة بنسبة 51%، وفي الملابس بنسبة 22%، وبإيماءات الوجه بنسبة 10%، وبالألفاظ بنسبة 10%، وفي فكرة الأغنية بنسبة 5%. ليس هذا رجماً بالغيب، بل إنها لغة الأرقام التي لا تكذب، وإليكم المزيد هذا إذا علمنا. أن هذه النسب والأرقام تضرب الحياة العربية الإسلامية (حياتنا)؟. مصائب أشرطة الرسائل ونموذج آخر من جنايات هذه القنوات وهي الرسائل المتبادلة على أشرطة هذه القنوات، وهي في أغلبها معاكسات بين الشباب والفتيات. تقول الدراسة: وبلغت نسبة الرسائل بين الجنسين على قناة روتانا مثلاً76%، والتهنئة الأسرية 20%، والرسائل المتبادلة لنوع نفسه9%. والتي تبعا لما ذكر يبلغ أقل عدد للرسائل قد تحققه إحدى القنوات الفضائية المبتدئة 3000 رسالة يومياً، ولتصل عدد رسائل القنوات الناجحة 15 ألف يومياً. أقوال المختصين - وإليكم حديث المختصين وتعليقهم على تلك الدراسات: تقول الأستاذة الدكتورة (سلوى عبد الباقي)، أستاذة علم النفس التربوي، (إن الفن الحقيقي هو الذي يخاطب العاطفة ويرقى بالمشاعر، وينعكس هذا الرقي على السلوك والتعاملات بين البشر مما ينعكس على المجتمع ويعمه حالة من الأمن والسكينة والبعد عن الجرائم، أما الذي يحدث الآن فما هو إلا إفلاس فني، فلم يعد هناك من يقدر على كتابة كلمة تحمل قيما نبيلة أو رسالة فنية، ولذلك أخذ يبحث عما يعبر بالأغنية عبر هذا الخلل). وأثر هذا العري على الأسرة والمجتمع واضح جداً، فهو يركز على الجانب الجنسي مما يسهم في تصعيد السعار الجنسي، في مجتمعات فقيرة لا تملك الزواج. كما أشارت الدكتورة سلوى إلى أن الفنان يعد قدوة للشباب، والآن الفنانون أصبحوا ضيوفا على صفحات الحوادث متهمين في قضايا مخجلة، والنتيجة هي زيادة معدلات الجريمة في المجتمع..
ومن اعظم جنايات هذه القنوات:
1- الجناية على الدين هذه القنوات أصبحت تعد بالعشرات، ثم هذه القنوات تقوم بجناياتها منذ انبثاق الفجر وإلى غسق الليل، تصدح بالغناء وتمتلئ بالرقص والمجون. الله سبحانه وتعالى يقول: (وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا)لكن هذه القنوات لو فتختها في الفجر وعلى مدار اليوم فلن تجد فيها إلا هذه القيم السلبية واللقطات الماجنة. لو أن عدواً جهز جيشه لغزونا - لا قدر الله - لاستنفرنا للدفاع عن الحرمات والمقدسات. فما بالنا وكل هذه السهام والدبابات، والصواريخ تقصف معاقل الإيمان، وتدك حصون الأخلاق وتهدم بنيان المجتمع، وتفتك بكل المعاني النبيلة والقيم الفاضلة ونحن لا نستشعر خطراً ولا نخشى ضرراً ولا تحرك ساكناً؟. إن هذا الأمر لا تكفيه مقالة ولا مقالات، بل لا بد له من مواقف مسؤولة، فوزارات التربية والتعليم ينبغي أن يكون لها موقف، ووزارات الإعلام ينبغي أن يكون لها موقف، والغرف التجارية والروابط التجارية ينبغي أن يكون لها موقف.وكل أحد من أب وأم ينبغي أن يكون له موقف. البعض يقول بأن هناك من المتقدمين أو المتأخرين من أباح الغناء. لكن الأمر هنا جد خطير، لقد كان الغناء يُسمع؟، فصار يرى ويسمع، ويتفاعل معه من خلال هذه القنوات وما فيها من عرض الخصوصيات. أليس في ذلك جناية على الدين والإيمان؟ وإشغال للقلب وتعليق له بغير الله عز وجل؟.
2- الجناية على الشباب: إننا نجني منها ميوعة الشباب، وانشغالهم بالشهوات، وانصرافهم، وقلة حياء الفتيات، واندفاعهن مع الإغراءات والشهوات. ويقدم الفسق والفجور على أنه نموذج يحتذى، وأسوة تقتدى ويقدم الانحراف على أنه سمة من سمات الأداء والعطاء والنماء (وصدق صلى الله عليه وسلم) حين قال: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت).
3- جناية على العلم: ان سهر الطلاب على القنوات يمنعهم من تحصيل العلم والاجتهاد فيه، لأن طريق العلم طويل وشاق وقد يثمر وقد لا يثمر، أما من أراد الشهرة من أقصر الطرق فطريقها المختصر صوت جميل وحياء قليل، لقد رأينا المسابقات والبرامج التي تقدم المواهب من سن السادسة والسابعة من العمر حتى ينشؤوا نشأة غنائية جنائية.
4-الجناية على الأسرة: وهي الجناية الأخطر، فصور الماجنات خلبت أنظار الرجال فزهدوا في أزواجهم، وصور النساء فزهدوا في أزواجهن ووجدت المشكلات وتعاظمت وزادت نسب الطلاق وهل من مصيبة أكبر من هذه .
5- الجناية على المجتمع: وتتجسد هذه الجناية فيما نراه من التبرج والسفور والترخص في الاختلاط ليصبح المنكر معروفا والمعروف منكرا. كما تتجسد في الجرأة في المعاكسات والمغازلات والوقاحة فيها، بل والوصول إلى الاعتداء الفعلي.
6- الجناية على الاقتصاد: حيث تقوم هذه القنوات بتجارة الإعلانات: ونعود إلى لغة الأرقام: في دراسة أعدتها (د.عزة كريم) ففيما يخص الأموال في الرسائل على هذه القنوات ومسابقاتها فحدث عنه ولا حرج. تقول الأرقام: يبلغ أقل عدد للرسائل قد تحققه إحدى القنوات الفضائية المبتدئة 3000 رسالة يومياً، وتصل عدد رسائل القنوات الناجحة 15 ألف (مَسِج) فإذا كانت تكلفة الرسالة الواحدة على الأقل 3 ريالات فكم تهدر من أموال؟. أي إهدار وأي جناية أعظم من ذلك في حق أمة تحتاج إلى تقدم علمي وإلى علاج اجتماعي وغير ذلك. ما هو الحل؟ علينا أن نواجه هذا الغزو، ونحمي أنفسنا وأبناءنا من أن تصيب بجناياتها مقاتلنا، والله يقول:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ).
خطوات المواجهة: 1- مقاطعة هذه البرامج من خلال التعويض عنها بالبرامج الإسلامية أخرى الموجودة. 2- ملء أوقات الشباب والشابات بالأمور النافعة والمفيدة. 3- نشر الوعي الإسلامي من خلال تحريم وتشنيع هذه الامور. وعدم ترك الحبل على الغارب بل(انكار المنكر وقول المعروف) ما استطعنا الى ذلك سبيلاً.
وختاماً نقول: إن مجتمعنا الإسلامي فيه الدواء النافع والناجح لهذه (الجنايات)، ولسنا بحاجة الى تعدادات وجرود لهذه الانتهاكات الاخلاقيه الدخيلة،(نعم انه واقع حاصل) ،لكن العلاج والشفاء بأيدينا، وهو اقرب إلينا من أنفسنا، واسهل علينا من غيرنا، ما علينا سوى العمل بما أنعم الله به علينا من الهدي(القرآني والنبوي) كي نستمر في مسيرة حياتنا التي خلقنا،وهي أجل وأعظم لها.
منقووووووول "صحيفة البصائر"
| |
|