بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة "كالبنيان المرصوص.. أخوة في الله تعالى" >> الورقة الثانية <<
الحمد لله الجبار المنتقم، العزيز الحكيم، الاول فليس قبله شيء والآخر فليس بعده شيء والظاهر فليس فوقه شيء والباطن فليس دونه شيء، اللطيف الخبير، القوي الكبير..(سبحانه جل وارتفع وخضع كل شيء لعزته وخضع) سبحان من ارسل الرسل بالتوحيد مبشرين ومنذرين ،، ووعد المسلمين ان يحييوا آمنين ، من اتبع الهدى حل عليه أمانه ،، ومن حاد عنه قدر عليه رزقه وأخافه..
وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين ،، خير صلاة وأزكى تسليم في العالمين..إنك انت الحميد المجيد
>> الورقة الثانية <<
نهديها لكم وآمالنا ، ان يتقبل الله منا اعمالنا ... ورقات من أشجار استوت سوقها يرى المسلمون وارف ظلالها لكنهم لا يستظلون بها إلا من رحم الله ،، إنها ورقات من نتاج "الأنبياء والرسل" من احتساها بنهمٍ وأكل منها سائر أيامه "دون شبع" فنبتت بها لحمه وقوي عصبه ومات على ذلك فكأنه اكل من "شجر الخلد وملك لا يبلى" بعيداً عن الوسوسة الشيطانية والاستزلال الممجوج بل هي انقلاب النهي إلى أمر يواري سوئاتنا قبل ان تعرى سوئاتنا "في الحشر" حساً ومعنى..ومن لم يرفع لهذا الأمر رأساً فإنه على خطر عظيم وعليه بالتوبة التي دلنا الله على "طريقها" كما هي سنة المولى سبحانه عندما هدى أبونا "آدم" عليه السلام لطريق التوبة ..
>> الهدف <<
هذه الورقات،، سبيل للتآلف على كلمة التوحيد الخالدة ،، لمواجهة مكائد العدو ،، نحاول سبر أغوارها ، ولذلك ببعض الشرح والييان ،، ويكفينا الحديث وآي القرآن ..
الحجة بأيدينا..
أن نعيد كل ما يحدث في الدنيا والآخرة إلى "الله سبحانه" فنحن نتمسك بالحجة الأقوى، وبنور من أمره بين الكاف والنون، يعلم ماهو كائن وما سيكون ..
قال تعالى: (وإلى الله ترجع الأمور) الآية
ذكرنا في الورقة السابقة "ضرورة نبذ الخلاف والتنافر بين المسلمين في هذه الظروف العصيبة على الاسلام وأهله" ويجب علينا أن نعتبر من تجمع الأعداء علينا رغم إختلاف أديانهم ،، فما بالنا ونحن أمة الاسلام لا نجتمع على كلمة واحدة لمواجهة العدو ،، ولا أعني المواجهة التكنلوجية فنحن فيها لا نتعدى موقف المتفرج والمتابع ،، بل أعني المواجهة خارج حسابات التكنولوجيا وهي التي أقضت مضاجعهم وأصحاب القلوب المؤمنة والموحدة أرهبوهم بأساليب المعارك التي لم يدونوها في كتبهم الحربية لأنها تعتمد على القلوب التي تحمل عقائد صحيحة كالبجبال بها تحارب ومن أجلها تموت..والله أعلم
>> يا أمة الاسلام ..المرحلة حرجة <<
في هذه المرحلة الحرجة على الأمة الاسلامية من إرادة تمزيقها اجتماعياً ثم جغرافيا ،، وبشواهد كثيرة تحدث أمامنا في لبنان والعراق وأفغانستان وفي كشمير والقوقاز والصومال ..وأخص منها الجديد وهي "دارفور والصومال" لان ما يحدث هناك هو مقدمات حصار مصر سياسياً واقتصادياً فالسودان ومصر "هي بلاد النوبة قديماً" وما يفعله أقباط مصر من محاولات بائسة هناك دليل على مخطط سابق للبدء في "محاصرة مصر" بعد الشام كما أخبر بذلك النبي صلى لله عليه وسلم ونهر النيل هو ما يريد اليهود التوصل إليه للسيطرة على مياه الشرق الأوسط وابتزاز المسلمين بالماء ..!!
قال تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) الآية
>> محاصرة فكرية ..من اليهود والذين أشركوا <<
لم يقف الأمر عند حد المحاصرة الاقتصادية بل إنهم في البلاد التي لا يستطيعون محاصرتها اقتصادياً يقومون بمحاصرتها فكرياً واجتماعياً ، كل ذلك ما هو إلا جزء من مخطط صهيوني أمريكي كبير شاركت في تنفيذه وكالات انباء عالمية هي خليط بين موظفي "إذاعة منتكارلو" الفرنسية وقناة البي بي سي البريطانية لخلق أجواء من التشاحن بين المسلمين بحجة نقل الحقائق عبر قناة "الجزيرة" إعلامياً .. وعبر إيران "الثورة" سياسياً بل إن "المجوس عبدة النيران ومشعليها في عيدهم النيروز" هم جزء أساسي في هذا المخطط الدنيء وهم "حليف" هام لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى ،، وما التعاون الإيراني الأمريكي في المنطقة إلا تعاون يهودي إيراني في الأصل إذا علمنا أن أصول الأمريكان مضمري الشر لأمتنا هم الكاثوليك من النصارى وهم يؤمنون بالتوراة وتنبؤاتها فهم يهوديوا المعتقد نصرانيوا الديانة ،، ومن يلتقون في العقائد "فدينهم واحد" وإن تعددت المشارب ،، وقد سماهم المولى جميعهم أهل كتاب ،، لذلك علينا معرفة أعدائنا تمام المعرفة بعقائدهم وندع أقوالهم جانباً ونتجه بأسماعنا إلى قول العليم الخبير..!!
قال تعالى: (لتجدون أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا..) الآية
>> هدفهم نفي الاسلام .. ومقدساتنا مستهدفة <<
لم يتبقى من خطتهم سوى تحريك "أذنابهم" في الأقطار المتبقية وهي "البلد الحرام والخليج العربي والأردن بلاد الهاشميين" وحادثة البقيع كانت الإنذار الرباني المبكر لنا ،، إلا إن كانت مدينة الرسول لا تمثل لكم شيئاً في ظل التخدير المستمر الذي ينسينا أهمية مقدساتنا،، ألم يمدح نبينا "صلى الله عليه وسلم" مدينته ويحرم ما بين لابتيها ،، اولسنا مكلفين بحب ما يحبه الرسول ،، أليس أسوة لنا ؟؟؟ أليس ..أليس ..واخيراً كل واحد منا يسأل نفسه ماهي مكانة مكة المكرمة والمدينة المنورة بالنسبة له ،، ويكرر السؤال لنفسه مراراً لعله يستيقظ من غفلته ،، ويعلم أن من استحلوا حرمة مدينة رسول الله قد يستحلون حرمة مكة المكرمة ،، نعم إن الله لهم بالمرصاد ولكنه جعل المسلمين جميعهم جنداً لحماية بلده الحرام ومقدسات الاسلام..!!!
قال تعالى: (ان الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم ..) الحج 25
>> خطتهم التمزيق .. وخطتنا التوحيد <<
يجب أن لا يتم السكوت على هذا الحال من التشتت الذي تعيشه الأمة ويجب الأخذ على يد السفيه قبل أن نغرق جميعاً بالسفينة ،، فنحن في بحر متلاطم الأمواج كل موجة فيه كالجبال ،، كلما هدئت فتنة ظهرت أختها والواقع وما نشاهده في منازلنا ونحن منعمين مرفهين شاهد بذلك ،، ومن واجبنا الشرعي أن نوحد الكلمة في السياسة لمعرفة الصديق من العدو والوقوف مع المقاوم ضد المحتل وإثبات أن المقاومة ليست من "الإرهاب في شيء"..علينا أن نتحد قلوباً حتى نقدر على الاصطفاف كالبنيان المرصوص وبحيث كل يحب أخاه في الدين ويحميه من كيد الأعداء ،، ونترك مصالح الدنيا وتقسيمات العدو لنا جانباً فإن العدو يريد أن يأخذ منا الدين والدنيا جميعاً..!!
قال تعالى: (يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) الآية
>> القوة الثلاثية .. دائماً فتاكة <<
يجب على الحاكم المسلم الأبي أن لا يترك المجال لعدوه ليقسّم فئات شعبه فكرياً وحزبياً قبل أن يقسمهم جغرافياً ،، لذلك آن الأوان أن يلتقي المسلمون جميعهم كقوة ثلاثية "حكام وعلماء ومجاهدين" حتى نبيد الحشرات المتطفلة على نبتة الاسلام من حولنا ،، هذه القوة الفتاكة والمجلجلة يجب أن تجتمع على كلمة سواء ألا يعبدوا إلا الله وحده ويعقدون البيعة من الآن لحفظ الدين من عبث العابثين ومكر الماكرين ونفاق المنافقين قبل أن يضطروا للبيعة على الموت اضطراراً ، خصوصاً بعد أن قام العدو بزرع الفتنة بينهم وتهويل المصطلحات الفضفاضة التي تخدم مصالحه بين الأمة الإسلامية العريضة "إرهاب، حقوق إنسان، حقوق مرأة..الخ"..!!
قال تعالى: (يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تاويلا)الآية
>> دروس الأمس .. والأخوة العملية <<
الجميع يتذكر تشويشات الماضي التي كان للعدو كبير دور فيها من خلال التقنية المعلوماتية ،، حتى إن الأمور وصلت للنزاع المسلح بين الجماعات الموحده وهي من تهويل الأعداء وتحريك أذنابهم بيننا "أيران والصهاينة الأمريكان" ..فإن نحن نسينا ماضينا ولم نستوعب واقعنا اليوم ولا نستشرف لغدنا القريب ..فيعني ذلك فقداننا لدروس الأمس .. وتضييعنا ليومنا الذي نحياه .. ولا ندري ما نحن فاعلون عند مفاجآت الغد.. وباختصار (فإن الغد مشرق لمن يعمل له وظلام على كل من غفل عنه) والاسلام الآن في حاجة أولاً للأخوة الصادقة من أجل خدمة الدين ونصرته وليس من أجل الدعة والسكون لأن الاسلام محارب فعلياً وليس في سلم أو سلام ، يجب علينا فعل شيء للإسلام كلمة حق نصيحة عابرة خطة تواجه ضغوط الأعداء وهكذا ..!!
قال جل في علاه في نهاية الحديث القدسي المشهور : (..إنما هي أعمالكم أحصيها لكم فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه) الحديث
>> البنيان المرصوص .. صلب بأجساد متآلفة <<
خير مثال لذلك هو بناء الجنة جعلنا الله سبحانه وإخواننا المسلمين من سكانها ،، فترى بنائها لبنة من فضة ولبنة من ذهب ،، فقوي البناء وحسن لما كانت الأصول قوية وجميلة بلا تزييف ..وهكذا تكاتف المسلمين واصطفافهم في مواجهة مكائد الأعداء تراهم قلوباً متآلفة قبل أنت تصبح أجساد مرصوصة كالبنان في مواجهة أعداء الأمة ،، ليت شعري والآن قد تمزقت الأمة إلا ما رحم ربي ،، الكل يقول نفسي نفسي وهي لا تقال إلا يوم القيامة ..أين الإخوة الاسلامية أين صفاء القلوب ..ما هذا التحاقد وكأن الدنيا بحذافيرها قد جمعت لنا ؟؟ إن تم لبعضنا الأمان فتراه فقيراً معدماً بلا عون إخوانه ،، وإن كان غنياً تراه فاقداً للأمان الرباني أو عليل من الأمراض .. وإن كان سليم الجسم فتراه معلول الفكر والمنطق وفاقد الامان بذلك ،، ولذلك لن نصبح كالبنان المرصوص حتى تكون القلوب كذلك وأن اعترض المعترضون ،، والقرآن كما تعلمون يركز على اصلاح القلوب والتي بها تصلح الاجساد..والله أعلم
قال تعالى : (ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص) الآية
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
ذكرنا في هذه الورقة "ضرورة توحيد القلوب حتى تستطيع الأجساد أن تصطف في مواجهة العدو" ووضحنا من هم الأعداء من الأصدقاء ،، وأنه لا يجب أن ننخدع بمقولات العدو ونظرته في الحياة فقد أخبرنا المولى عز وجل عنهم ،، ولا مجال للمراوغة إن لم تتغير عقائدهم ،، ويجب علينا أن نسد كافة الثغرات على العدو ومن أهمها التشتت الحاصل بين الأمة الاسلامية مجتمعات وأفراد..والله أعلم
في الورقة القادمة بإذن الله تعالى سنقطف من ورقاتنا وسنكمل معكم سلسلتنا الشيقة "كالبنيان المرصوص .. أخوة في الله تعالى" في الورقة القادمة إن شاء الله تعالى...
أخوكم ،،، ومحبكم
>> جعبة الأسهم <<