جعبة الأسهم
(مؤسس الحلال الطيب)
تاريخ التسجيل : 16/10/2007 رقم العضوية : 1 المساهمات : 5199 النشاط : الكنية : أبو عبدالرحمن حكمتي : من يجادل كثيرا يعمل قليلا
| موضوع: حقائق قرآنية .. عن الأزمة المالية >> الورقة السادسة << 2008-11-29, 10:41 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
حقائق قرآنية .. عن الأزمة المالية >> الورقة السادسة<<
الحمد لله الجبار المنتقم، العزيز الحكيم، الاول فليس قبله شيء والآخر فليس بعده شيء والظاهر فليس فوقه شيء والباطن فليس دونه شيء، اللطيف الخبير، القوي الكبير..(سبحانه جل وارتفع وخضع كل شيء لعزته وخضع) سبحان من ارسل الرسل بالتوحيد مبشرين ومنذرين ،، ووعد المسلمين له ان يحييوا آمنين ، من اتبع الهدى حل عليه أمانه ،، ومن حاد عنه قدر عليه رزقه وأخافه..
وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين ،، خير صلاة وأزكى تسليم في العالمين..إنك انت الحميد المجيد
>> الورقة السادسة << نهديها لكم وآمالنا ، ان يتقبل الله منا اعمالنا ... ورقات من أشجار استوت سوقها يرى المسلمون وارف ظلالها لكنهم لا يستظلون بها إلا من رحم الله ،، إنها ورقات من نتاج "الأنبياء والرسل" من احتساها بنهمٍ وأكل منها سائر أيامه "دون شبع" فنبتت بها لحمه وقوي عصبه ومات على ذلك فكأنه اكل من "شجر الخلد وملك لا يبلى" بعيداً عن الوسوسة الشيطانية والاستزلال الممجوج بل هي انقلاب النهي إلى أمر يواري سوئاتنا قبل ان تعرى سوئاتنا "في الحشر" حساً ومعنى..ومن لم يرفع لهذا الأمر رأساً فإنه على خطر عظيم وعليه بالتوبة التي دلنا الله على "طريقها" كما هي سنة المولى سبحانه عندما هدى أبونا "آدم" عليه السلام لطريق التوبة ..
>> الهدف << هدف هذه الورقات،، توضيح الآيات المعجزات ،، فيما يخص الأزمات،، أسبابها واحوالها ، ولذلك لن يطول الشرح والييان ،، ويكفينا الحديث وآي القرآن ،، ..
الحجة بأيدينا.. أن نعيد كل ما يحدث في الدنيا والآخرة إلى "الله سبحانه" فنحن نتمسك بالحجة الأقوى، وبنور من أمره بين الكاف والنون، يعلم ماهو كائن وما سيكون .. قال تعالى: (وإلى الله ترجع الأمور) الآية
ذكرنا في الورقات السابقة أن العقيدة السليمة هي "التوحيد" الخالي من الرياء والشرك ..وأن لها شعائر كما أن للشرك وأهله شعائر وأعمال تؤكد عقائدهم مع أن إشراكهم ما أنزل الله به سلطان ،،وركزنا على الصلاة والزكاة كشعيرتين لإظهار التوحيد ودعمة ،، وسنبين في هذه الورقة إن شاء الله علاقة التوحيد بـ "الصيام والحج" كتطبيقات عملية تكميلية واجبة وعلاقتها كذلك بالاقتصاد الذي ندعم به التوحيد لأن الاقتصاد للتوحيد واهله "قيام واستمرار"..!!
>> الاعتقادات والشعائر تحتاج إلى سلطان من الله << من المقرر أن الله سبحانه لم يأمر بشعائر شركية نؤديها "لصالح أو لإمام أو لقبر" في عيد أو حج أو في سائر الأيام الفاضلة، سواء بعبادة قلبية كاستغاثة أو دعاء أو بعبادة عملية كذبح أوسجود ، ولو كان الله أمر البعض ممن ينتسب للإسلام "دعوة التوحيد" بشيء من ذلك لكان لديهم سلطان من الله يؤيد أفعالهم الشركية ولا عبرة برواياتهم المكذوبة على أهل البيت والعبرة بكتاب الله تعالى ،، وإن الله سبحانه في المقابل أمر بتعظيم وذكر بعض الصالحين ظاهراً وباطناً دون الاستغاثة بهم أو صرف شيء من العبادة لهم مثل "الأنبياء" بقولنا عند ذكرهم "عليهم السلام" ومثل الصلاة على النبي "صلى الله عليه وسلم" عند ذكره أو للقربى كما بينته الأدلة وهي سلطان من الله يؤيد هذه الأفعال ، بل وأمرنا بتعظيم بعض الجمادات دون غيرها بأفعال وحالات معينة كما سيأتي ذكره..ونحن نطبق أمر الله ورسوله ليس لطلب نفع أو ضر بل طلباً لأجر الطاعة والانقياد وليس في ذلك شيء من "الشرك" وليس به أي صرف للعبادة لغير الله لأن لدينا حجة وسلطان من الله في هذا التعظيم ، وسنبين الدلائل في ذلك إن شاء الله تعالى في حينه ،، وعلى من يعتقد انه على بينه من صرفه أي نوع من العبادة لولي أو قبر أو نبي أن يظهر السلطان من الله او الإذن بشعيرته الشركية..!!!
قال تعالى: {أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ} (35) سورة الروم
>> الصيام ..دورة في التوحيد والاقتصاد << عندما نصوم معتبرين الصيام بأنه فرض فرضه إلهنا الواحد فنحن وحدناه في الطاعة ..والصيام يزيل شبهة الرياء والسمعة حيث أن حقيقته بين العبد وبين إله واحد فرد صمد ، ويتعامل الصائم مع ربه على مدى "30" يوماً حيث يقاوم خلالها ما نهاه عنه الله سبحانه من"أكل ، شرب، شهوة، غيبة، نميمة، كذب..وغيرها" ولسان حاله يقول {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}..صيام رمضان يعلمنا كيف نقتصد بل ويعلمنا أساس الاقتصاد "صبر على اللئواء وتوفير في الإنفاق"وأكثر من ذلك فهو يدرب الموحدين على الصبر على الجوع وعلى شضف العيش حينما يحاصر "أهل التوحيد" في بلادهم من قبل الأعداء ، حتى لا يخضع المسلمون مستسلمين للعدو ،، وأرى بأن مثل هذه التربية الربانية قد تمت من خلال خسائر الناس في أسواق الأسهم وأزمات الاقتصاد العالمية ومن يصبر في بداية أوارها سيشعر ببرد وسلام عند اشتعال نيرانها عليه بإذن الله تعالى ،، وأهل غزة مثال لهذا الصبر وللعودة إلى الحياة البدائية قدره الله حتى نستفيد مما يفعله القوم هناك فلعلنا نحتاجه في القادم من الأيام"ولكن للأسف غالباً ما نعلق على الأحداث باستهتار ولا نستفيد منها" ،، كذلك فإن "زكاة الفطر" في آخر رمضان هي بمثابة دورة إجبارية لتطبيق الزكاة المفروضة التي ندعم بها المنظمين الجدد لدائرة الاسلام وفقراء المسلمين ومحتاجيهم..والله أعلم
>> أبو الأنبياء ..مؤسس كعبة التوحيد << هيأ الله سبحانه "إبراهيم عليه السلام" منذ صباه للقيام بهذه المهمة بشكل متدرج ،، حيث قادته صحة عقيدته وإيمانه بوحدانية الله أن يحطم أصنام قومه على كثرتهم وقوتهم..فحاجهم وكادوا يؤمنون به لولا انهم نكسوا على رؤوسهم وتمسكوا بضلالهم..فأمسكوا به قومه ليرموه في النار ورغم ذلك لم يخطر في باله أن الله تخلى عنه وحشا لله أن يتخلى عن كل من يريد وجهه ويسعى لنشر التوحيد بين الناس ، فكان كما ظن إبراهيم بربه {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ}..وآتاه الله الحجة على من يعبد الشمس والقمر وكذلك على الملك النمرود الذي ادعى الألوهية..فهو أبو التوحيد الذي كتب الله أن يكون هو باني كعبة التوحيد،، ومساعده"ابنه اسماعيل عليه السلام" هو من قال لأبيه عندما أراه الله رؤياً بذبحه {..يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} ومن يظهر استعداد للتضحية كهذا يستحق ان يكون مساعداً لبناء بيت الله العتيق خصوصاً وان أباه استشاره فقط {فَانظُرْ مَاذَا تَرَى} ولهذا على كل مضحي أن يستشعر هذه المعاني العظيمة في التوحيد لأن اسماعيل لو كان توحيده لله ضعيفاً لراجع أباه على الأقل قبل الموافقه..والله أعلم
قال تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (26) سورة الحـج
>> الحج وأماكنه..شعائر للتوحيد الخالد << كما ذكرنا سابقاً بأن الشرك والتوحيد يحتاجان إلى سلطان أو إذن من الله بشعائر كل منهما ،، فشعائر الشرك بالله لا يوجد لها لا إذن ولا سلطان من الله تعالى ،، وشعائر التوحيد كلها وعلى رأسها الصلاة والحج يوجد لتعظيمها سلطان وبرهان من الله ،، ولكي تتضح الصورة سنسرد الأدلة التي تبين الفرق بين الشرك والتوحيد في الحج وفي غيره وتعتبر سلطان من الله للموحدين فأين سلطان الله وإذنه عند من يشرك بالله تعالى:
1- سلطان الذكر : أمرنا بالسلام على الأنبياء بقولنا "عليهم السلام " قال تعالى :(سلام على إبراهيم) وأمرنا بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عند ذكره وفي كل وقت..قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} وأمرنا بالترضي على جميع صحابة النبي عليه الصلاة والسلام .. قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} هذا وإن الله سبحانه لا يحل رضوانه على قوم إلا والموضوع خلاااااص "منتهي" وهذا ملك الملوك لا يخطيء في من يترضى عنهم ، وقد أخطأ وأجرم من سب من أحل الله عليه رضوانه ..ولكن {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} فيكفي ما قدموه للإسلام وما شهدوه من مغازي مع الرسول عليه الصلاة والسلام لينالوا الرضا الأبدي الذي لا تغيره الأخطاء والفتن،، فسبحان الله عما يصفون ..والمشركون سموا أصنامهم بأسماء ليذكرونهم ليس لمجرد التعريف بها بل لذكرهم مع الله أو بدونه ،، وليس لمن يذكر اسماً لغير الله في عبادته أو لقصد العبادة حض من التوحيد ولو كان في مصلاه ،، وقد وصف الله من يريد ان يزكي نفسه بأنه يذكر اسماً لإلهه الواحد الأحد فقال تعالى:{وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}..والله أعلم
2- سلطان المكان: أمرنا بتعظيم المساجد عموماً وبشد الرحال لثلاثة منها وهي أعظمها مطلقاً "المسجد الحرام ، والمسجد النبوي الشريف، والمسجد الأقصى"..قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} الآية ،، أمرنا بالطواف وطاعة الله في ذلك هو إفراده بالطاعة والتوحيد..قال تعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} وأيضاً التزام الملتزم وادلته في السنة المطهرة وهي سلطان لنا وحجة لمن يرى حرمته ،، وأمرنا بتقيبل الحجر الأسود مع أنه لا ينفع ولا يضر وقد فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- القائل : "خذوا عني مناسككم" ،، وأمرنا بالسجود في المساجد "وليس لأهل المقابر أو الموتى والأحياء" فيا ليت شعري كم من قاريء للقرآن لا يدركه وهدهد سليمان ينقر فوق رؤوسهم بالحقيقة كلما مروا في القرآن بقوله {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} ولكن دون فائدة والله المستعان..وحرم الشارع الحنيف "مكة والمدينة" قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم إن إبراهيم حرّم مكة فجعلها حرماً ، وإني حرّمت المدينة حراماً ما بين مأزِميها ....) الحديث..!
وكأني ببعض من يعظم القبور ويبني عليها الأضرحة يقرأ قوله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) وهو لا يشعر بما هو فيه من بلاء حيث اللعنة هنا لمن يتخذ قبورهم مساجد دون عبادتهم مع أنهم أفضل من الأولياء بإجماع العقلاء..ولا حول ولا قوة إلا بالله !
قال تعالى: {قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا} الآية
3- سلطان الزمان "موسم الحج": أمرنا بتعظيم الأشهر الحرم ..قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض ، السنة اثنا عشر شهرا ، منها أربعة حرم ، ثلاث متواليات : ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان) رواه البخاري ،، وأمرنا بتعظيم عيدي الفطر والأضحى فأين سلطان الله لمن يبيح أعياد أخرى ويسميها بغير اسمها ؟؟!!
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
تطرقنا إلى اهمية الحج والعمرة في تربية على أداء الشعائر وارتباطهما بالصلاة والزكاة من حيث أهميتهما التكميلية وركزنا على "علاقة الحج والصيام بالتوحيد" وقد تبين لنا أننا في نعمة عظيمة كوننا موحدين لله غير مشركين به ،، ويبقى لنا من هذه الموضوع ورقة قادمة إن شاء الله تعالى..والله أعلم
في الورقة القادمة بإذن الله تعالى سنقطف من ورقاتنا ونكمل جولتنا في "الحقائق القرآنية .. عن الأزمة المالية" في الورقة القادمة إن شاء الله تعالى...
أخوكم ،،، ومحبكم
>> جعبة الأسهم <<
| |
|