جعبة الأسهم
(مؤسس الحلال الطيب)
تاريخ التسجيل : 16/10/2007 رقم العضوية : 1 المساهمات : 5199 النشاط : الكنية : أبو عبدالرحمن حكمتي : من يجادل كثيرا يعمل قليلا
| موضوع: حقائق قرآنية .. عن الأزمة المالية >> الورقة الثالثة << 2008-11-14, 7:01 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
حقائق قرآنية .. عن الأزمة المالية >> الورقة الثالثة <<
الحمد لله الجبار المنتقم، العزيز الحكيم، الاول فليس قبله شيء والآخر فليس بعده شيء والظاهر فليس فوقه شيء والباطن فليس دونه شيء، اللطيف الخبير، القوي الكبير..(سبحانه جل وارتفع وخضع كل شيء لعزته وخضع) سبحان من ارسل الرسل بالتوحيد مبشرين ومنذرين ،، ووعد المسلمين له ان يحييوا آمنين ، من اتبع الهدى حل عليه أمانه ،، ومن حاد عنه قدر عليه رزقه وأخافه..
وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين ،، خير صلاة وأزكى تسليم في العالمين..إنك انت الحميد المجيد
>> الورقة الثالثة << هذه أولى ورقاتنا ،، نهديها لكم وآمالنا ، ان يتقبل الله منا اعمالنا ... ورقات من أشجار استوت سوقها يرى المسلمون وارف ظلالها ولكنهم لا يستظلون بها إلا من رحم الله ،، إنها ورقات من نتاج "الأنبياء والرسل" من احتساها بنهمٍ وأكل منها سائر أيامه "دون شبع" فنبتت بها لحمه وقوي عصبه ومات على ذلك فكأنه اكل من "شجر الخلد وملك لا يبلى" بعيداً عن الوسوسة الشيطانية والاستزلال الممجوج بل هي انقلاب النهي إلى أمر يواري سوئاتنا قبل ان تعرى سوئاتنا "في الحشر" حساً ومعنى..ومن لم يرفع لهذا الأمر رأساً فإنه على خطر عظيم وعليه بالتوبة التي دلنا الله على "طريقها" كما هي سنة المولى سبحانه عندما هدى أبونا "آدم" عليه السلام لطريق التوبة ..
>> الهدف << هدف هذه الورقات،، توضيح الآيات المعجزات ،، فيما يخص الأزمات،، أسبابها واحوالها ، ولذلك لن يطول الشرح والييان ،، ويكفينا الحديث وآي القرآن ،، وبسم الله نبدأ بالعنوان ..
ملخص الورقة السابقة:
ذكرنا في الورقة السابقة أركان الاسلام الخمس، وقسمنا القولي منها والعملي وظهر لنا بأن ركني "الصلاة، والزكاة" أهم شعيرتين عمليتين لتطبيق توحيد الله في الأرض ودعمه مادياً ،، وان الربط بينهما هو ربط بين الدين والاقتصاد في أبسط صورة لدرجة أن الفار بدينه في الشعاب والأودية لا يتخلى عنهما لعبادة الله ودعم المسلمين..والله أعلم
>> الخليفه أبو بكر مع الصلاة والزكاة << حافظ المسلمون الاوائل بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم - على الربط بين الدين والاقتصاد وفي مقدمتهم الخليفة الراشد "أبو بكر رضي الله عنه "فقد تنبه لذلك وقاتل المرتدين ومانعي الزكاة جميعاً وجعلهم في خندق واحد فعليه رضوان من الله ورحمه ،، وهذا يبين أن الصحابة كانوا اكثر من فهم مقاصد الشريعة وعملوا بها..
قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (5) سورة البينة
>> الاشتراكية والرأسمالية حادت عن حقيقة الاسلام << تعجب الناس في الماضي من رقي الإشتراكية ثم انهارت وتعجب الناس بعد ذلك من هيمنة الرأسمالية وقالوا "هذا إلهنا هذا أكبر" ثم بدأت بالأفول ..وقد كانت النظريتين تحاولان الوصول أساساً إلى ما وصل إليه المسلمون قبلهم عندما هيمنوا اقتصادياً وسياسياً على العالم ،، فحاولوا الأخذ ببعض الاسلام وفشلوا في تطبيقه وفوق ذلك قاموا بتحريف مبادئه بما يناسب أديانهم وأرصدتهم وميزانياتهم ،، والناس تلهث ورائهم وهم لا شيء أصلاً..
قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (39) سورة النــور
>> "خطة الانقاذ" نشر الإقتصاد غضاً كما انزل دون تحايل وسيلة لنشر الدين << كل من الاشتراكية والرأسمالية أخذت فقط بطرف واحد من الاقتصاد الاسلامي وطبقته بشيء من التحريف فكادت أن تهيمن باقتصادها على وجه الأرض.. فكيف بنا نحن لو اعتمد "أهل الاسلام" اقتصادهم غضاً طرياً كما أنزل وبعيداً عن الحيل الربوية والبيعية ((اعتقد بأن وجه الأرض سيذعن بنظام الاسلام الرباني منقذاً لهم)) والناس حينما يبهرهم الاقتصاد سيؤمنون تبعاً بالعقيدة التي أنتجت الاقتصاد الأقوى ..
>> ما بعد خطة الانقاذ وقاعدة "إنما اوتيته على علم مني" << يجب علينا نشر التالي: وهو أن يعي الناس أن النظام الاشتراكي الذي نظّر له "ماركس" وقام بتنفيذه واقعاً تلميذه "لينين" وأن النظام الرأسمالي الذي قعد له ولنشره "آدم سميث" هما نظامين بشريين لابد أن يفشلا لأن البشر يخطئون بالضرورة.. ويكفي في الأمر أنهم لا يؤمنون بأن الله هو الذي يرزقهم وقد وضعوا قواعدهم الاقتصادية بناء على قاعدة "إنما اوتيته على علم مني" وأغلب الناس يؤمنون بهذه القاعدة للأسف ،، ولذلك علينا واجب إرشادهم بهذه الحقائق ليطلبوا الرزق ويبتغوه من مضانه..
وقال تعالى: {..إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (17) سورة العنكبوت
>> قمة العشرين ،، ورضا رب العالمين << لا شك أن النقص الحاد في "الأموال" وقلة السيولة في الأزمة العالمية ستقود إلى الانهيار التام للنظام الرأسمالي "المتوعد بالحرب" وقد اتوا يطلبون "توفير السيولة" قبل انعقاد القمة لمؤسسة النقد الدولي بالذات والتي بدورها ستدعم المؤسسات الربوية فتعود عجلة القروض الربوية في سلسلة توعد الله القائمين عليها بها بالحرب وهذا "لا يرضي الله ولا رسوله" وثقتنا بـ "قادة الاسلام المسلمين" كبيرة في أن يشتروا "رضا الله" بسخط الناس ،، وهناك عدة أمور يجب معرفتها أسأل الله ان ينفع بها كل مسلم :-
* إن الله سبحانه نهانا ان لانؤتي السفهاء من المسلمين اموالنا ،، وعدم دعم السفهاء من الكافرين بأموالنا هو الأولى.. قال تعالى: {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً ..} (5) سورة النساء
* أنهم لا يستحقون الدعم المالي لأنهم يستخدمون اموالهم لحرب المسلمين وإضلال المسلمين "رجالاً ونساءا" بالقوة والتغريب ،، ولذلك علينا أن نتأسى بموسى عليه السلام والسعى في طمس اموالهم بالدعاء وبالعمل ،، لأن نهاية اقتصادهم هي ضربة في صميم عقيدتهم أيضاً.. قال تعالى: {..رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ} (88) سورة يونس
* ونصيحتي لي ولكم هو أن نجعل رضا الله ورسوله فوق كل أمر ليهدينا إلى جنته بسلام ،، وحتى لو كانت تجاراتنا ستتعرض للركود والكساد نوعاً ما ،، ومن هنا يظهر التمحيص وهنيئاً لمن يتجاوزه بنجاح وتفوق .. قال تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (24) سورة التوبة
ولنتأمل نهاية الآية، فمن يخرج عن أمر الله ورسوله فهو من "الفاسقين"،، وكيف يهدي الله إلى الجنة قوماً فسقوا عن أمره ؟؟!!
أخيراً... هذه دعوة للذكرى فقط ،، وليس فيها اتهام لأحد في دينه وأمانته .. ولعله لو حدث ما كرهناه أن يكون في الأمر اجتهاد ويكون هو الصحيح إن شاء الله ،، والمهم أن يكون "الاقتصاد الاسلامي الصحيح" والخالي من الحيل هو بنفسه "خطة الانقاذ" وبالامكان استخدامه كشرط لأي دعم مالي ،، وسترون بعد تمكن الاقتصاد البريء والخالي من المنتجات المالية المشبوهة كيف يدخل الناس في دين الله أفواجاً انبهاراً بالاقتصاد الرباني..والله من وراء القصد
أكدنا على أن الانظمة الاقتصادية المنهارة حادت عن الاقتصاد الاسلامي الصحيح وحرفت في الأجزاء التي أخذتها منه ،، واقترحنا خطة انقاذ للأزمة العالمية تكون بنشر الاقتصاد الاسلامي عبر القنوات المعروفة كبديل ليس فيه عيوب ويسعى لإستمرار عجلة الانتاج ولنشر الدين بعد ذلك ،، وفي الورقة التالية سنذكر أهم ما يميز الاقتصاد الاسلامي والفرق بينه وبين الاشتراكية والرأسمالية من الكتاب والسنة..
سنقطف من ورقاتنا ونكمل جولتنا في "الحقائق القرآنية .. عن الأزمة المالية" في الورقة القادمة إن شاء الله تعالى...
أخوكم ،،، ومحبكم
>> جعبة الأسهم << | |
|