((فهم المؤشرات النفسية _ "المتوسطات"))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ،، والصلاة والسلام على سيد المرسلين:-
تختلف المتوسطات في التحليل الفني عن بعضها بحسب المدة المرغوب إستخراج معدلها المناسب لطبيعة المستثمر والجميع لديه معرفة مسبقة لذلك ، فالمضارب اليومي يعتمد على متوسط 5-10 أيام والمضارب قصير الأجل يعتمد على متوسط ما بين 11-21 يوم والمضارب طويل الأجل يعتمد على 25-50 يوم ، والمستثمر من 50-200 يوم ،، وهذه المتوسطات تستخدم على فواصل يومية او أسبوعية أو شهرية ، وجميعها تعكس "التوجهات والرغبات النفسية" للمتداولين فقيمة المتوسطات على الأيام القصيرة تمثل "الأسعار المرتقبة" لدى المضاربين والتي تعتبر لديهم من فرص "المضاربة" وأما قيمة المتوسطات على الأيام الطويلة فتمثل "الأسعار المرتقبة" لدى المستثمرين بحيث يعتبرونها من فرص الاستثمار..!!
في الحقيقة هذه المتوسطات ما هي إلا مرآة تعكس "نفسيات"المساهمين وتطلعاتهم المستقبلية بالنسبة للسوق أو السهم ، بحيث أنها تعتبر دعموماً نفسية أو مقاومات نفسية للأسعار الحالية ولا يمكن تجاهل تأثيرها على توجهات المساهمين سواء أكانت هذه المتوسطات قد وضعت على فواصل لحظية أثناء التداول أو على فواصل أطول ، ومن أجل ذلك تعتبر المتوسطات من أفضل المؤشرات "الفنية والنفسية" التي تقوم بتحليل الأسعار والتوقع السليم ، ولكن يجب على مستخدم هذه المتوسطات أن لا ينسى أهم عيوبها وهي أنها: "لا تعكس السعر الحقيقي للشركة او القيمة الحقيقية للمؤشر إنما هي تعكس تطلعات وأمنيات المساهمين - قصيري أو طويلي الأجل - بالنسبة لأسعار الشركات أو قيمة المؤشر" إذن فالمتوسطات بكافة أشكالها لا تعكس الحقيقة كاملة بل تعكس "رغبات واماني" قد تحدث وقد لا تحدث مهما كانت قوة هذه المتوسطات ، ولكن من خلالها نستطيع تحديد بعض آمال المضاربين أو المستثمرين وعلى ضوئها نستطيع ترجيح الاتجاه
القادم بالنسبة للسعر أو القيمة ،، وذلك يعتمد بالدرجة الأولى على الخبرة في تحليل هذه المتوسطات..والله أعلم
أحد الطرق الغربية لقراءة هذه المتوسطات هي "طريقة التقارب والتباعد" وهي ليست حديثة من حيث الفكرة ، ولكننا هنا سنحاول وضعها كنظرية "نفسية" تدعم قراءة الأسعار أو المؤشر فيما بعد بالنسبة للمحلل وهي كالتالي:
* كلما كانت المتوسطات أكثر تقارباً من بعضها البعض فهي إشارة لإقتراب عكس الاتجاه .
* كلما تباعدت هذه المتوسطات عن بعضها في بداية الاتجاه فهي دلالة على استمراريته .
* هذه المتوسطات أيضاً في حالة استقرار السهم أو السوق مع تقاربها من بعضها نستطيع استشراف الرغبات القادمة للمساهمين بحسب موقعها من سعر السهم أو قيمة المؤشر بحيث لو كانت هذه المتوسطات مع تقاربها تقع تحت السعر أو القيمة فإن لها مدلول على الرغبة الاقرب للمساهمين دعم سعر الشركة أو قيمة المؤشر للتوجه بها نحو الارتفاع ،والعكس فإن كانت هذه المتوسطات تقع فوق السعر أو القيمة فمعنى ذلك أن "التوجه القائم" للمساهمين هو مقاومة الارتفاع وقد يحصل الهبوط بعد ذلك وفي أي وقت..والله أعلم
نأتي الآن إلى النقطة الأهم وهي:" أن المتوسطات رغم انها تعكس النفسيات فهي لا تكفي لأنها تخبرنا عن سيء قد مضى ، ولا بد لنا من قراءة العوامل النفسية الحالية والتي تؤثر في توجهات وأمزجة المتداولين ، ومن هذه العوامل القرارات التنظيمية والاكتتابات والاخبار الرسمية والاشاعات سلبية كانت أو إيجابية" ولمعرفة كيفية ربط النفسيات القائمة مع النفسيات الماضية والتي تعكسها المتوسطات فهي ببساطة كالتالي:
* عندما تكون النفسيات القائمة مرتفعة والمتوسطات متقاربة من بعضها وواقعة تحت السعر أو القيمة فإن ذلك يزيد من احتمالية استمرار الارتفاع وكلما بدأ الانفراج يزيد بين هذه المتوسطات كلما اقترب الهبوط.
* إن كانت النفسيات الحالية منخفضة والمتوسطات نفسها متقاربة وواقعة تحت القيمة أو السعر فإن احتمالية استمرار الهبوط هي الواردة فإن بدأ الانفراج مع الهبوط بين المتوسطات فذلك يدل على اقتراب نهاية الهبوط ، وللعلم فإن بداية الانفراج بين المتوسطات تدل على الاستمرار في نفس الاتجاه ولكن المبالغة في الانفراج تدل على عكس الاتجاه..والله أعلى وأعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والحمد لله رب العالمين ،، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
أخوكم/ جعبة الأسهم