بسم الله الرحمن الرحيم
احتياطي الغاز والمياه؟
راشد محمد الفوزان
أثق إن شركة أرامكو تستطيع تقدير الاحتياطي من النفط والغاز، سواء المؤكد أو ما يمكن أن يتوقع مستقبلا بنسب كبيرة، والغاز الذي كان يحرق عقودا طويلا، أصبح هم العمود الفقري لصناعة البتروكيماويات لدينا في المملكة، والتوسع البتروكيماوي لدينا مستمر ولا حدود له، وحين نلقي نظرة على الشركات البتروكيماوية لدينا واستمرارها برفع رؤوس أمواله المستمر يشهد ماذا يعني ذلك وسابك التي قبل سنوات قليلة كانت برأس مال 15ملياراً أصبحت الآن 30ملياراً وقد تستمر بالرفع لمواجهة التوسع، هذا في البتروكيماويات، أما المياه لدينا للأسف لا تستطيع تقدير أي رقم أو احتياطي، ورغم صعوبة تقدير الاحتياطي أو بمعنى أدق "المخزون المائي" لدينا، تم إقرار وقف زراعة القمح، وبدلا من أن نصبح مصدرين لمدة عشرين سنة مضت سنصبح مستوردين، أي أن غذاءنا ليس بأيدينا، ولا أقول هنا أو اطالب بفتح زراعة القمح، ولكن أطالب وزارة المياه والزراعة، أن تنشر إحصاء للمخزون المائي، أن تظهر بلغة الأرقام، لا بلغة الوقف والمنع، أن توضح للجميع كم هو المخزون ومدى المحافظة على مستوى هذا المخزون وهل يتناقص أم يتزايد، كثير من الأرقام نحتاجها، ولكن لا تستطيع أن تحصل على شيء. رئيس شركة زراعية من كبرى الشركات، حين سألته عن منسوب المياه في مشاريعهم هل تغير أو نقص، قال لي شخصيا، اننا منذ ثلاثين سنة ونحن نسقي مزروعاتنا وأبقارنا بدون أن يتغير منسوب المياه نهائيا، ثلاثين سنة، ولم يضف "مواسير" إضافة لسحب المياه، إذا ماذا يعني ذلك؟ كثير من الضبابية تسبغ وضع المخزون المائي، لدرجة أن مياه الشرب نفسها لا تعرف كم المنتج لديك، وأزمة جدة ومدير مصلحة المياه بجدة يقر بذلك حين صرح أنه لا يعرف سبب أزمة المياه. حين نبني قرارات وقف ومنع بدون إحصاء وأرقام هذا يشكل خللا كبيرا، لأن كثيرا من المزارعين غير مقتنعين بأن منسوب المياه لدينا مشكلة أي الآبار الجوفية، وهم مزارعون منذ عشر وعشرين سنة، ولم يتغير الماء لديهم بنقص. وان كان هناك خلل ونقص تراه وزارة الزراعة والمياه، لتنشره وتقول لدينا أزمة، لأن لدينا مخزون كذا، واستهلاك كذا، ومعدل الأمطار كذا، ونتوقع كذا؟ كل ذلك غير موجود إذا كيف أبني قرارا؟ هو كما هو التعداد السكاني، نحتاج لحصر المياه بدقة متناهية لا مجال للخطأ به، هذا يعتبر أمنا مائيا وطنيا تقوم عليه هذه البلاد. ما يعاني منه المزارع من ضبابية وعدم وضوح أزمة كبيرة، وما يعاني منه المواطن المستهلك حاليا أزمة أكبر وأخطر، هل رأيتم "وايت" الماء كيف وصل لدينا من أمتلاء الشوارع منها وبكم سعره، هذا لم أشهده بطول العالم والكرة الأرضية أن يحدث "وايت" ماء يكون مصدر سقيا للمواطن وهذا موضوع آخر. ياوزاراتنا الموقرة نحتاج لغة أرقام قبل القرار نحتاج المواطن والمستثمر أن يعرف ماذا يدور ويحدث.
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/2008/06/23/article353055.html