بسم الله الرحمن الرحيم
عشرات الآلاف خرجوا رغم المطر الشديد
سلسله بشرية في غزة لرفع الحصار وإسرائيل تعلن التأهب على الحدود
بيت حانون (غزة) - ا ف ب
شكل آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة ولا سيما التلاميذ الإثنين 25-2-2008 سلسلة بشرية احتجاجا على الحصار الذي تفرضه إسرائيل، التي وضعت قواتها في حال تأهب لمواجهة أي تجاوزات عند حدودها.
وانطلقت السلسلة البشرية التي دعت إليها اللجنة الشعبية الفلسطينية لمواجهة الحصار الإثنين من رفح جنوب قطاع غزة وحتى معبر ايريز شمالا، مطالبة برفع الحصار عن غزة.
وتجمع المئات من المواطنين حول معبر بيت حانون شمال قطاع غزة وسط تحليق للطيران الإسرائيلي، فيما اصطف عشرات الطلاب رافعين لافتات كتب عليها "أغيثوا المرضى أغيثوا غزة"، و"حكمتم أيها العالم بقتل غزة"، و"ارفعوا عنا الحصار".
كما رفعت لافتات تقول "المعابر ليست مطلبا إنسانيا فقط وإنما حق من الحقوق الفلسطينية المسلوبة"، وردد المشاركون هتافات تقول "أين العرب أين المسلمون".
وأفاد شهود عيان أن الجنود الإسرائيليين المتواجدين عند معبر ايريز أطلقوا النار في الهواء عندما قام بعض الفتية برشق موقع للجيش الإسرائيلي بالحجارة وأشعلوا إطارات السيارات عند مدخل المعبر.
وقالت الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة لحماس في بيان صحافي "إن الحكومة تثمن دور عشرات الآلاف من الشعب الفلسطيني الذين خرجوا رغم المطر الشديد من رفح إلى بيت حانون في سلسلة بشرية تدعو العالم كله؛ لأن يوقظ ضميره من أجل رفع الحصار".
وأكد البيان "أن هذه السلسلة التي خرجت هي رسالة واضحة لكافة الجهات أن الشعب الفلسطيني لن يصبر طويلا صامتا أمام من يحاصرونه وأن هذا الحصار سينقلب نقمة على الجهات المحاصرة".
وأكد مراقبون فلسطينيون أن عدد إجمالي المشاركين بلغ عدة آلاف، معظمهم من طلاب المدارس؛ حيث تجمعوا عند مداخل المدن الفلسطينية من رفح جنوب القطاع حتى بيت حانون شمال القطاع.
وقالت الطالبة مرام أبو معروف (15 عاما) التي ترتدي زي المدرسة وتحمل لافتة قرب معبر ايريز "أتيت هنا لأقول لا للحصار ولا لحرماننا من الماء والغذاء والأدوية".
أما السيدة الفرنسية الجنسية والمنقبة التي فضلت عدم ذكر اسمها بالكامل واكتفت بالاسم الأول سارة، فقالت "أنا فرنسية متزوجة في غزة منذ خمس سنوات، وأتيت هنا لأقول إن الفلسطينيين في غزة يعانون من الحصار فلا يوجد حرية ولا ماء ولا أكل ولا أدوية، لذلك يجب فتح المعابر للناس والسماح للمرضى بالسفر للعلاج".
أما الطفل حذيفة المصري (14 عاما) فقال "أنا جئت هنا حتى يرفعوا الحصار عن بيت حانون وغزة، لا يوجد لدينا أكل ودائما اجتياحات إسرائيلية، من حقنا أن نعيش بأمان".
وأكد النائب المستقل جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أن هذه الفعالية سلمية وحضارية خرج فيها الناس ليعبروا عن موقفهم ضد الحصار والعقاب الجماعي والظلم.
وتابع الخضري "خرج معنا آلاف العشرات ليوجهوا للعالم رسالة لوقف الحصار، فهذه صرخة الشعب الفلسطيني إلى المجتمع الدولي".
وشارك عدد من قادة حركة حماس في السلسة البشرية قرب بيت حانون.
وأوضح إسماعيل الاشقر النائب عن حماس في المجلس التشريعي "جئنا نسمع صوتنا للعالم؛ حيث لا يعقل أن يحرم أطفالنا من الحليب ولا مرضانا من الأدوية".
وأضاف الأشقر "جئنا نقف مع شعبنا في أكبر سلسلة بشرية في العالم لرفع الحصار ونحن نحمل إسرائيل مسؤوليتها عن هذا الظلم، وإذا لم يرفع الحصار سيكون هناك طوفان سيغرق المنطقة".
من جهته حذر سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس "من المساس بالمشاركين في السلسلة البشرية؛ لأن هذه المسيرة سلمية وعلى الاحتلال أن يتحمل عواقب أي عمل يقدم عليه".
وكان نائب وزير الدفاع الإسرائيلي ماتان فيلناي حذر الفلسطينيين الإثنين من أي تجاوزات عند حدود إسرائيل جراء سلسلة بشرية يعتزمون تشكيلها في قطاع غزة احتجاجا على الحصار المفروض عليه.
وقال فيلناي للإذاعة العامة الإسرائيلية "يجب أن تفهم حماس أن ثمة خطوطا ينبغي عدم تخطيها (..) سنستخدم جميع الوسائل الضرورية لمنع عمليات تسلل على أراضينا".
وقال موجها كلامه إلى الحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ يونيو/حزيران"إن حماس تعرف بصورة عامة كيف تقمع التظاهرات".
وتفرض إسرائيل حصارا مطبقا على قطاع غزة منذ هزمت حركة حماس منتصف يونيو/حزيران الأجهزة الأمنية التابعة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد "إن الشرطة وضعت في حال تأهب متقدمة ما قبل الدرجة القصوى"، قال "لقد نشرنا قوات كبيرة جدا في منطقة جنوب إسرائيل ووضعت تحت إشراف الجيش، وهي تبقى على استعداد لمواجهة أي احتمال".
العربية.نت