بسم الله الرحمن الرحيم
حرائق الشغب في الدانمارك تتخطى 360 في أسبوع
تواصلت عمليات الشغب والحرائق التي امتدت إلى عدد واسع من المدن والضواحي الدانماركية رغم مرور أسبوع على اندلاعها، مكبدة شركات التأمين ملايين الدولارات، إضافة إلى الآثار المعنوية والخدش الذي أصاب صورة الدانمارك داخليا وخارجيا.
حصيلة مؤلمة
فبعد أسبوع على بدء أحداث الشغب كانت حصيلة الحرائق 106 سيارات إضافة إلى العشرات من البيوت والحاويات وغيرها من الممتلكات الخاصة والعامة، مثل الحافلات التي اضطرت بعض خطوطها للتوقف عن إكمال خط سيرها في بعض الضواحي، وخصوصا في غيليروب في آرهوس.
وقد وصل عدد الحرائق حتى فجر اليوم الاثنين إلى 360 حريقا، وتم توقيف أكثر من ثلاثين شابا، وتتعرض الشرطة في معظم أماكن الشغب للرشق بالحجارة حين تتدخل لتوقيف بعض الأشخاص.
ويقدر بعض الاقتصاديين بأن هذه الأعمال ستكون مكلفة جدا للاقتصاد المحلي في البلديات التي شهدت وتشهد هذه الأحداث التي يبدو أنها خرجت عن السيطرة.
وتعود جذور هذه الأحداث لما قبل توقيف من ادعت الشرطة بأنهم يخططون لقتل رسام الكاريكاتير كورت فسترغورد، وذلك عندما ثارت شبيبة من المهاجرين ضد ممارسات الشرطة القاسية أثناء اعتقالهم مواطنا من أصل فلسطيني، مما شكل البذرة الأولى لأعمال الشغب التي سرعان ما انتشرت بعد نشر الرسوم المسيئة.
التهرب من الحقيقة
ويتخوف بعض الاختصاصيين من أن تكون مسألة الحوار مع الغاضبين قد تجاوزتها الأحداث كما في بؤرة التوتر الرئيسية في ضاحية غيليروب، حيث صرح بعض القائمين على المساجد بأنه يصعب التأثير على هؤلاء الذين لا يرتادون تلك المساجد.
وقد صرح إمام أحد المساجد من آرهوس رضوان منصور بأنه لم يعد يعرف "الطريقة التي يمكن بها إنهاء غضب الشباب على نشر الرسومات المسيئة".
مروان الزعبي
ورغم رفض الجهات الرسمية للربط الفعلي بين أزمة الرسوم وتلك الأحداث، إلا أن الصحف الدانماركية كانت تغطي ما يجري تحت عنوان "أزمة محمد (صلى الله عليه وسلم) رقم 2" في الوقت الذي يحاول فيه السياسيون تصوير الأمر على أنه أحداث شغب منعزلة يقوم بها شباب غاضبون دون شرح لخلفية وأسباب هذا الغضب.
من جهته صرح عضو المجلس البلدي من مدينة كولدينغ مروان الزعبي للجزيرة نت بأن الأمور متداخلة، ولا يمكن الجزم بأن الرسومات ليس لها علاقة بما يجري، مؤكدا في الوقت ذاته أن التذمر هو من الناحية السياسية لما يجري بحق المهاجرين، فالحكومة –حسب رأيه- تتبع سياسة خاطئة "تميز بين الدانماركيين الأصليين والدانماركيين من أصول مهاجرة".
وقد تجنب رئيس الوزراء الدانماركي أندرس فووغ راسمسون في تصريحاته للتلفزيون الدانماركي الأحد الربط بين أحداث الشغب وإعادة نشر الرسوم المسيئة، وبحسب البعض فإن الموقف الرسمي يتجنب هذا الربط حتى لا يُطالب بموقف ما من قضية الرسومات، كما طولب قبل عامين حين رفض الالتقاء بالسفراء العرب في كوبنهاغن.
الجزيرة.نت