بسم الله الرحمن الرحيم
المعلومة والإشاعة في سوق الأسهم
د.علي بن سليمان العنزي
عرف منذ القدم أهمية المعلومة والحرص على المعرفة، والمعلومة هي عامل ذا قيمة مادية أو معنوية ويكون مؤثر سلبا أو إيجابا على الإقبال أو الابتعاد عن منتج ما، سوا كانت هذه المعلومة علمية ، اقتصادية، سياسية أو غيرها.
تكمن أهمية المعلومة في توقيتها وتوظيفها في مجال ما، وبعد الثورة المعلوماتية في الاتصالات خلال العقود المنصرمة، أصبح الوصول إلى المعلومة من أي مكان في العالم وتدفقها أمر في غاية البساطة لمن يمتلك الأدوات والوسائل الحديثة.
ليست لدينا صعوبة في الوصول إلى المعلومة، بل أن السيل الهائل من المعلومات والأخبار التي تصلنا عن طريق وسائل الإعلام والاتصالات أصبحت من حيث الكم هائلة للغاية، وبات من الضروري إدارة هذه المعلومات وتوظيفها لما يخدم تخصصنا أو تجارتنا أو غيرها.
المعلومة والإشاعة التي نتحدث عنها في سوق المال السعودي هي "الخبر" تلك المعلومة الخبرية التي تؤثر على قيمة السهم وكمية تداوله في سوق الأسهم السعودي من قبل المضاربين وملاك الأسهم.
هذا النوع من الأخبار، غالبا، يكون حكرا على أعضاء مجلس إدارة الشركة وهيئة سوق المال.
بالنسبة لهيئة سوق المال، رغم أن الهيئة حديثة التأسيس ومازال لديها الكثير وسنت الكثير من القرارات الهامة والحساسة في التحكم بالمعلومة والشفافية والمساواة والعدل في تداول المعلومة لكافة المهتمين، إلا أن عليها دورا وواجبا مهما للغاية تجاه صغار المستثمرين، وذلك عن طريق توعيتهم وتعريفهم في الاستثمار في سوق المال وإيصال المعلومة الواضحة والمباشرة لهم في وقتها وليس بعد فوات الأوان.
من وجهة نظري الخاصة، سبب كثرة الشائعات في منتديات الانترنت ورسائل الجوال وغيرها من وسائل نقل الشائعة، هو تسريب في المعلومات الهامة في تداول الأسهم مثل زيادة رأس المال، الأرباح، الخسائر، وغيرها من الأمور المؤثرة على سهم الشركة.
انه من الملفت للنظر هو ازدياد هذه الشائعات واعتماد بعض صغار المستثمرين عليها والتغرير بهم وفقدانهم لجزء كبير من رأس المال بسبب الانسياق وراء هذه الشائعات المغرضة والهادفة لخدمة أشخاص أو محافظ بعينها.
ازدياد الشائعات والأخبار المغرضة في سوق الأسهم يحتم على هيئة سوق المال، منتديات الانترنت الموثوقة والمعروفة، وسائل الإعلام التعاون والتكاتف والعمل كفريق موحد تجاه إيصال المعلومة للمتداول في وقت قياسي دون الاعتماد على الشائعات التي تتردد هنا وهناك.
هذه الشائعات والأخبار المغرضة تؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني وتتسبب في خسائر كبيرة تقدر بعشرات المليارات إن لم يتم التعامل معها بحزم ودقة.
يجب أن تكون هيئة سوق المال قريبة من صغار المستثمرين وذلك عن طريق معرفة ما يتم الترويج له من شائعات وأخبار مغرضة حول بعض الشركات وتأكيد المعلومة أو نفيها سواء عن طريق الإعلان في موقع تداول الرسمي أو غيرها من وسائل الاتصالات المتاحة والحذر من أن يتم تحريف وتوظيف المعلومة إلى غير اتجاهها. أمر آخر في غاية الأهمية ويجب الالتفات له والتعامل معه، هو أن الكثير من الأخبار والشائعات تتسرب من اجتماعات مجالس إدارات الشركات نفسها.
نحن بحاجة لزيادة الثقة والرجوع إلى هيئة سوق المال في كافة الأخبار والمعلومات التي تهم المتداولين وصغار المستثمرين، لذا أرجو من هيئة سوق المال أن تكون أكثر قربا من المتداول اليومي ومعرفة ما يتردد من أخبار وهذا أمر ليس بالمستحيل، بل انه في غاية البساطة. كما أرجو أن تأخذ في اعتبارها محاولة العمل الجماعي مع كل من يهمه استمرارية سوقنا واقتصادنا وعدم وقوع انتكاسات وانهيارات في سوق المال مستقبلا.
منقووووووووووول