إذا كانت الزيادة العددية لأبناء الجاليات الإسلامية في بعض الدول الغربية وسعي المسلمين فيها لإثبات وجودهم واكتساب حقوقهم يثير عداوة المتطرفين في تلك البلاد ويؤزهم لمحاربة الإسلام وتشويه صورته، فإن مثل هذه الأسباب تكاد تنعدم في جمهورية "التشيك" .. التي على الرغم من صغر الجالية المسلمة فيها ومسالمتها إلا أن الحوادث العنصرية بحقها تتوالى بشكل لافت وبخاصة في الأعوام الأخيرة، والتفسير الوحيد لها هو العداء المرضي للإسلام أو "الإسلاموفوبيا". ملصقات معادية للقرآن فقد انتشرت ملصقات معادية للإسلام والقرآن الكريم في أماكن متفرقة بالقرب من مسجد "برنو" ـ ثاني أكبر المدن التشيكية ـ ،وفي العاصمة "براغ". وبحسب وكالة الأنباء التشيكية فإن الملصقات المتطرفة زعمت أن القرآن الكريم يضاد مفاهيم حقوق الإنسان التي ازدهرت في العالم الغربي. وقد أعرب أولئك المتطرفون عن جهلهم التام بالإسلام وبتعاليم القرآن عندما استندوا في دعواهم تلك على بعض الآيات القرآنية التي تصف عذاب الطغاة والمتجبرين في الآخرة، وقارنوها ببعض المباديء الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وقد أبدى رئيس رابطة اتحاد المسلمين في التشيك "فلاديمير سانكا" دهشته من مضمون هذه الملصقات التي اقتطعت نصوصا قرآنية توضح العدل الإلهي وجزاء المجرمين في الآخرة من سياقها لتبرزها وكأنها دعوة للتعذيب في الدنيا. وقال "سانكا" إن مثل هذه الملصقات لا تهدف إلا إلى إثارة النزاعات وتشجيع الظلم بحق المسلمين. ومن جهتها قالت الناطقة بلسان الشرطة "إيفا ميكليكوفا" إنه ليس لديهم معلومات وافية عن هذه الملصقات، أو من يقف وراءها. الحزب اليميني يؤيد الملصقات ونقلت صحيفة Brnensky denik اليومية عن رئيسة (الحزب اليميني الوطني) المتطرف وتدعى " بيترا إيدلمانوفا" تأييدها للملصقات المعادية للقرآن، ولنشرها في محيط مسجد "برنو". وعلى الرغم من عدم تصريحها بمسؤولية الحزب عن هذه الملصقات، إلا أنها وصفت هذا الفعل العنصري بقولها: "إن مثل هذه التحركات هي جزء من حملتنا". وقد أكدت الشرطة على أن الأفعال العنصرية بحق المسلمين قد زادت بشكل كبير مؤخرا. ففي نهاية شهر مارس الماضي أعلنت الشرطة التشيكية عن العثور على رأس خنزير مثقوبة العينين، وهي معلقة أمام مسجد العاصمة "براغ"، كما دنس مدخل المسجد بكتابات ونقوش معادية للإسلام. وقد أعلن الحزب اليميني المتطرف عن تأييده لهذه الحادثة العنصرية أيضا، باعتبارها تصب في توجهاته التي تهدف إلى "منع الإسلام وحظره". ولا يدخر الحزب جهدا في مضايقة المسلمين واستفزاز مشاعرهم، فقد سبق وحرك مسيرة معادية للإسلام أواخر العام الماضي عرض فيها فيلم "فتنة" الهولندي المسيء للإسلام، و الذي أنتجه النائب الهولندي المتطرف "جيرت فيلدرز". وتأتي مثل هذه الأفعال المعادية للإسلام وسط تصاعد نشاط تيار "النازيين الجدد" في التشيك والذي يستغل البطالة بين الشباب لاستقطابهم للأفكار المتطرفة المعادية للمسلمين والغجر والأجانب بشكل عام، والمتحيزة لما يسمونه بـ"العرق الأبيض". هذا وكانت لجنة الإشراف التليفزيوني التشيكي قد فرضت على قناة "نوفا" الخاصة غرامة مالية قدرها 100 ألف كورون تشيكي لبثها معلومات تروج لكراهية الإسلام.