بسم الله الرحمن الرحيم
تعريفها : الحرية بمعناها تعني عدم سيطرة الغير عليك وعلى شئون حياتك أي انها ضد العبودية .
أنواعها : والحرية نوعان : مطلقة ومقيدة ، فالحرية المطلقة في الواقع هي تصور وهمي يستحيل الوصول إليه لان الإنسان قد تمت السيطرة عليه بعدة عوامل ، فأنت لست حرا في اختيار مسقط رأسك ولا لحظة وفاتك ولا كونك ذكرا أم أنثى ولا تسيطر على جريان دمك في عروقك ، بل انت لست حرا في كونك خلقت إنسانا أصلا .
الله وحده صاحب الأمر المطلق يخلق ما يشاء ويقدر ما يشاء ، ويفعل ما يشاء ، وهو وحده يؤثر ولا يتأثر ويغير ولا يتغير ..
أما الحرية المقيدة فهي من صفات البشر وتعني عدم سيطرة البشر على البشر بدافع استعلاء بعضنا على بعض تأمل مقولة الفاروق رضي الله عنه " يا عمرو متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم اماهاتهم أحرارا ً "
وهل جاء الإسلام الا ليخرج الناس من هذه السيطرة الى الخضوع لله وحده .
ان الله منحك مجالا لاختيار نوع عبوديتك هل تكون لله ام للمال ام للشهوات ام للمناصب فاختر عبد من تكون .
ان الكافر بالله و اليوم الآخر اختار الحرية الشخصية أي أن يفعل في هذه الدنيا ما يمليه عليه هوى نفسه فانغمس في الشهوات والملذات وهو يحسب انه يحسن صنعا ويحسب انه بهذا الاختيار صار حرا وفي الواقع ينطبق عليه الحديث " تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة ... الخ الحديث
ومن المؤسف ان ينبهر بعض المسلمين بهذه الحياة التافهة وهذا السلوك الذي لا يتناسب مع الإنسان الذي كرمه الله وجعله خليفة في هذه الأرض وجعل له اجلا مسمى للحساب والجزاء عما يفعله في هذه الحياة .
ولو تأملت يا أخي لوجدت ان الإنسان في أي مجتمع لابد أن تحكمه قوانين ابتداء من قانون المرور وقانون الضرائب الخ فأين الحرية المطلقة . فإن كان الخضوع للقانون ضروريا فلنخضع لشريعة الله الغراء ولنطرح عن أنفسنا كل التصورات الوهمية عن الحرية ، لأن الحرية في معناها السامي هي ممارسة حقوقك التي منحها الله لك وأداء واجباتك التي كتبها الله عليك ، دون ان تلحق ضررا بالآخرين ( أنت حر ما لم تضر) فمن اراد التدخل في حقوقك وواجباتك بخلاف ما يريد الله فهو يريد مصادرة حريتك التي منحك الله اياها ومن هنا تفهم المقولة العظيمة (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) ان من يمنحك حق الاختيار بين عدة امور يختارها لك فقد سيطر عليك في الواقع لانه حشرك في مجال معين لا يسمح لك بأن تتعداه .
وفصل الخطاب اذا اردت ان تكون حرا فعليك بالخضوع لله وحده فهذا هو الخضوع المناسب لكرامة الانسان وهذا هو الخضوع الذي يعود على الانسان بسعادة الدارين .
منقوووووووووووول