جعبة الأسهم
(مؤسس الحلال الطيب)
تاريخ التسجيل : 16/10/2007 رقم العضوية : 1 المساهمات : 5199 النشاط : الكنية : أبو عبدالرحمن حكمتي : من يجادل كثيرا يعمل قليلا
| موضوع: الشعور بالذات عند النساء وعند الرجال 2008-11-04, 11:08 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الشعور بالذات عند النساء وعند الرجال
(الشكوى الأولى من النساء على الرجال هي أن الرجل لا يستمع!! وإذا استمع فإن كل ما يفعله أن يستمع لمشكلة ثم يبدأ في إملاء الحلول!! إن ما تحتاجه المرأة هو التعاطف والاستماع والتفهم، بينما يعتقد الرجل أنها تريد حلولًا. ورغم أن المرأة تخبره عشرات المرات أنه لا يستمع، فإنه يستمر يفعل نفس الأمر: "تقديم الحلول"!! والشكوى الأولى من الرجال على النساء، هي أن المرأة دائمًا تحاول تغييره ونصحه وإصلاحه؛ لأنها تعتقد أنها مسئولة عن حفظه واحتوائه وإرشاده وتطويره، وبذلك يصبح هو محور حياتها، ورغم أن الرجل يخبرها عشرات المرات بأنه لا يحتاج إلى نصائحها، إلَّا أنها تصر أن تقدم له النصائح، وهكذا هي تشعر أنها تساعده، بينما هو يشعر أنها تحاول التحكم فيه. ولاشك أن الكثير من المشاكل يمكن أن تُحل إذا عرفنا سبب كلا التصرفين: عرض الرجل للحلول دائمًا، ومحاولة المرأة تغيير الرجل دائمًا، إن السبب يكمن في نفسية كل من الرجل والمرأة، والطريقة التي يستشعر بها كل منهما ذاته). والسؤال الآن كيف يشعر الرجل بذاته؟ قيمة الذات عند الرجل تتحدد عن طريق القدرة على تحقيق النتائج والوصول إلى الأهداف؛ ومن هنا فإن الرجل يقاوم بشدة محاولة المرأة أن تصحح له، أو تخبره ما يجب أن يفعل، والرجال حساسون لهذا الأمر جدًا. إنه يحب أن يعالج مشاكله بنفسه، وهو نادرًا ما يحدِّث أحدًا عن مشاكله إلا إذا احتاج إلى النصيحة من خبير، ولذلك فالرجل يعتبر الحديث عن المشكلة دعوة للنصح، ومن ثم حين تُحدثه المرأة عن مشكلاتها يأخذ مكان الخبير ويبدأ في إعطاء النصح. نعم هذا هو ما يحدث، تبوح المرأة ببراءة بمشاعر ضيق، أو تفكر في مشكلاتها اليومية بصوت مرتفع، ويفترض الرجل ـ عن طريق الخطأ ـ أنها تبحث عن شيء من نصح خبير، ويبدأ في إسداء النصح، هكذا يُظهر حبه!! إنه يريد مساعدتها لتشعر بتحسن عن طريق حل مشكلاتها، إنه يريد أن يكون ذا نفع بالنسبة لها، إنه يشعر بأنها ستقدره لأجل ذلك، ومن ثم يكون مستحقًا لحبها، لكن المفاجأة: أنه بمجرد أن يُقدم حلًا؛ تضيق به فيشعر هو أنه رُفِض، وأنه لا نفع له يُذكر؛ ومن ثم فإنه لا يُنصت لها ولا يستمع لشكواها، إنه لا يدري أنه باستماعه بتعاطف واهتمام فقط يمكن أن يكون أكثر نفعًا لها. أخي الزوج، أختي الزوجة، "إليكما هذا المثال": عادت سمية إلى البيت، بعد نهار متعب من العمل والسعي في مصالح الأولاد، وكانت ترغب في الحديث عن أحاسيسها فقالت: (إن واجباتي كثيرةً جدًا، ولا يوجد لدي وقت لنفسي، ولقضاء أموري الخاصة!! فقال زوجها عادل: لو أنكِ تتركين عملكِ في هذه الشركة؛ فأنت لا تحتاجين إلى هذا العمل، وليتكِ تبحثين عن عمل يناسبك أكثر!! سمية: إنني أحب هذا العمل، ولكن يطلبون مني أن أتقدم في عملي بشكل أسرع. عادل: لا تستمعي إليهم، وما عليكِ إلا فعل ما تستطيعين من العمل. سمية: وهذا ما أفعله، آه لقد نسيت أن اتصل اليوم بوالدتي كما وعدتها. عادل: لا تقلقي فوالدتك ستتفهم الأمر. سمية: لا إنها مريضة، وهي تحتاجني الآن كثيرًا. عادل: إنك تبالغين بالقلق؛ ولذلك فأنت غير سعيدة وغير مرتاحة. فتقول سمية في غضب: إنني لست غير سعيدة، هل يمكنك فقط أن تستمع إلي؟ عادل: أنا جالس أستمع إليك الآن. سمية: لقد أتعبت نفسي بالحديث إليكَ). وهكذا تشعر سمية بالإحباط بعد هذا الحديث، لقد كانت ترغب في شيء من التفهم والود ومحبة زوجها بعد نهار طويل متعب. وكذلك شعر عادل بالإحباط، وخاصة أنه لم يدرك ما الخطأ الذي ارتكبه، مع أنه كان يحاول أن يساعدها في حل مشكلاتها، إلا أن حلوله هذه ـ ولسبب ما ـ لم تنجح. لقد أساء الزوج ترجمة شكوى الزوجة، والتي كانت تنفس بها عن نفسها، وعن الضغوط التي تواجهها، ولأنه رجل فهو يرى أنه ما كان يجب إثارة المشكلة ما لم تكن جادة وتستلزم الحل، بينما تعتبرها المرأة وسيلة للتقارب مع من تحكيها له. إن هذا لا يعني بالطبع ألا يقدم الرجل للمرأة أية حلول لمشكلاتها، وإنما المقصود ألا يقوم الرجل بذلك حين تكون المرأة منزعجة، وترغب في الحديث عن أحاسيسها، ذلك أن هذا الوقت ليس مناسبًا لتقديم الحلول والمقترحات. كيف تشعر المرأة بذاتها؟ (النساء عمومًا يقدرن الحب والمشاعر والعلاقات، إنهن يقضين وقتًا طويلًا في مساعدة ورعاية بعضهم بعضًا، إن فكرتهن عن أنفسهن تتحدد عن طريق مشاعرهن، ونوعية علاقاتهن وتواصلهن، ومن ثم فإنهن يستمتعن بلبس ملبس مختلف كل يوم، وفقًا لكيفية مشاعرهن، بل ربما يغيرن الملابس في اليوم عدة مرات لتغير مزاجهن. ولأن العلاقات هامة عندهن، فإن "البوح" بالمشاعر أهم عندهن من تحقيق الأهداف، إنهن مهتمات بالتعبير عن طبيعتهن، وحبهن، ورعايتهن، وهن يتفاخرن بمراعاة حاجات الآخرين ومشاعرهن، ومن دلائل الحب عندهن أن يقدمن لمن أحببن مساعدة أو عونًا دون أن يطلب منهن؛ ولذلك فإن تقديم النصح والإرشاد للآخر هو دلالة حب عند المرأة، ولذلك تقوم المرأة بمحاولات كثيرة لمساعدة زوجها وإرشاده، ومحاولة تحسين طريقته في العمل والحياة، وهي لا تدرك أنها ربما جرحته بتلك التصرفات). خذ مثالًا على ذلك: (كان سعد وسلوى في طريقهما إلى زيارة عائلية، كان سعد يقود السيارة، وبعد عشرين دقيقة من الدوران في نفس النقطة، كان واضحًا لزوجته سلوى أنه قد تاه، فاقترحت أن يطلب المساعدة من أحد. أصبح سعد صامتًا جدًا، لقد وصلا أخيرًا إلى البيت الذي يقصدونه، ولكن التوتر كان واضحًا على سعد)، لماذا هذا التوتر؟ إنه سبب سوء الفهم لطبيعة الآخر. من ناحيتها كان لسان حال سلوى يقول: (أنا أحبك لذا فأنا قدمت هذه النصيحة)، أما من ناحيته، فهو يشعر أنه مجروح، فهذا التصرف منها قد حمل له معنى: (لا أثق بأنك ستوصلنا، إنك عاجز). فالبنسبة للزوج، كان يرى من نصحها له غاية الإهانة!! أما بالنسبة لها هي، قد رأت في نصحها له غاية الحب!! لم تدرك سلوى أن زوجها حين كان تائهًا، كان في أشد الحاجة إلى مساندتها له بمزيد من الحب والثقة، وعدم بذل النصح الذي لم يطلبه هو. (وهناك أمثلة كثيرة على هذه النصائح من المرأة، والتي تعطي الرجل إحساسًا بأنه مُتَحكم به، مثل: يجب ألا تعمل بهذه الدرجة من المثابرة، خذ يومًا راحة، لا تضع هذا الشيء هناك إنه سيضيع، يجب أن تقضي بعض الوقت مع الأولاد إنهم يفتقدونك، مكتبك غير مرتب كيف تقرأ هنا؟ لم أكن أعلم أين كنت، كان عليك أن تتصل، السمن كثير في هذا الطعام إنه يضر بقلبك، قميصك لا يتناسب مع بنطلونك، بالطبع كل هذه النصائح جيدة، ويمكن أن تقدمها الزوجة لزوجها، لكن الخطأ يكون في التوقيت والطريقة. فأما التوقيت، فالرجل حين يُخطىء يحتاج من المرأة التقبل وليس النصيحة. وأما من حيث الطريقة، فإنه يجب ألا ينصحه أحد بطريقة يملؤها التحكم والسيطرة. وخلاصة القول نجملها فيما يلي: 1- إن مفهوم الذات عند الرجل يتحدد عن طريق قدرته على تحقيق النتائج والوصول إلى الأهداف، أي الإنجاز. 2- أن تقدم للرجل نصيحة دون التماس أو طلب؛ يعني أن تفترض أنه لا يعرف ماذا يفعل، أو أنه لا يستطيع القيام بنفسه. 3- إن مفهوم الذات عند المرأة تتحدد عن طريق مشاعرها ونوعية علاقاتها. 4- حينما تقدم المرأة نصيحة دون أن يُطلب منها، أو تحاول مساعدة الرجل، فإنها لا تدري كم تبدو له انتقادية، وغير ودودة. 5- في كثير من الأحيان ترغب المرأة فقط في أن تبوح بمشاعرها عن يومها، وزوجها الذي يظن أنه يساعدها يقاطعها مقدمًا لها سيلًا متواصلًا من الحلول لمشكلاتها. 6- عندما يقاومنا شريكنا؛ فيمكن أن يكون ذلك بسبب أننا قد ارتكبنا خطأ في التوقيت أو الطريقة. 7- الرجل يرغب في أن يتحسن عندما يشعر أنه يُنظر إليه على أنه الحل لمشكلة، لا على أنه المشكلة ذاتها. 8- الرجل يخطىء عندما يبادر إلى تقديم الحلول العملية للمشكلات، ولا يدري أهمية لشعور المرأة بالانزعاج والألم، وهذا ما يزعج المرأة من حيث لا يدري، والمرأة تبادر إلى تقديم النصائح والتوجيهات للرجل، وهذا ما يزعجه كثيرًا من حيث لا تدري. الواجب العملي. 1- أختي الزوجة، حاولي خلال الأسبوع القادم أن تمتنعي عن إعطاء أية نصائح لزوجك طالما أنه لم يطلب منك ذلك، وأن تتوقفي عن توجيه الانتقادات؛ وستلاحظين أنه لن يكتفي فقط بتقدير ذلك، بل سيكون أكثر انتباهًا وحرصًا على رعايتك. 2- أخي الزوج، حاول خلال هذا الأسبوع القادم أن تنصت كلما تحدثت زوجتك بنية أن تتفهم مشاعرها فقط، وأن تحكم إغلاق فمك كلما فكرت في تقديم الحلول، وسوف تندهش من مقدار تقديرها لرعايتك لها. منقوووووووووول "مفكرة الاسلام" | |
|