أبو سعيد عضو مشارك
تاريخ التسجيل : 19/01/2008 المساهمات : 2 النشاط : الكنية : بلا حكمتي : من ايقونة الملف بالاسفل ضع حكمة أو مثل يعجبك
| موضوع: الثبات والتوفيق لحسن الخاتمه ( المرفأ : للشيخ يحيى شلوان رحمه الله ) 2008-10-11, 6:27 pm | |
| من كتاب ((( المرفأ )))
للشيخ : يحيى سعيد آل شلوان ( رحمه الله )
سافرت إلى مدينة جدة في مهمة رسمية .. وفي الطريق .. فوجئت بحادث سيارة .. يبدو أنه وقع لتوه .. كنت أول من وصل إليه .. أوقفت سيارتي .. واندفعت مسرعاً إلى السيارة المصطدمة .. تحسستها في حذر .. نظرت إلى داخلها .. حدقت النظر .. خفقات قلبي تنبض بشدة ، ارتعشت يداي .. تسمرت قدماي .. خنقتني العبرة !. ترقرقت عيناي بالدموع .. ثم أجهشت في البكاء !! منظر عجيب .. وصورة تبعث الشجن .. كان قائد السيارة ملقى على مقودها جثة هامدة .. وقد شخص ببصره إلى السماء .. رافعاً سبابته .. وقد افتر ثغره عن ابتسامة جميلة .. ووجهه تحيط به لحية كثيفة .. كأنه الشمس في ضحاها .. والبدر في سناه !! والعجيب .. أن طفلته الصغيرة كانت ملقاة على ظهره .. محيطة بيديها على عنقه .. وقد لفظت أنفاسها .. وودعت الحياة !! لا إله إلا الله ! لم أر ميتة كمثل هذه الميتة .. طهر .. وسكينة .. ووقار .. صورته وقد أشرقت شمس الاستقامة على محياه .. منظر سبابته التي ماتت توحد الله .. جمل ابتسامته التي فارق بها الحياة .. حلقت بي بعيداً .. بعيداً .. تفكرت في هذه الخاتمة الحسنة .. ازدحمت الأفكار في رأسي سؤال يتردد صداه في أعماقي .. يطرق بشدة .. كيف سيكون رحيلي ؟!! على أي حال ستكون خاتمتي ؟!! يطرق بشدة .. يمزق حجب الغفلة .. تنهمر دموعه الخشية .. ويعلو صوت النحيب .. من رآني هناك ظن أني أعرف الرجل ، أو أن لي به قرابة .. كنت أبكي بكاء الثكلى .. لم أكن أشعر بمن حولي .. انساب صوتها يحمل برودة اليقين .. لامس سمعي .. ردني إلى شعوري يا أخي ! لا تبك عليه .. إنه رجل صالح !. هيا ..هيا .. أخرجنا من هناك ، وجزاك الله خيراً .. التفت إليها .. تقبع في المقعدة الخلفية من السيارة .. تضم إلى صدرها طفلين صغيرين لم يمسا بسوء ، ولم يصابا بأذى ! . كانت شامخة في حجابها شموخ الجبال .. هادئة في مصابها هدوء النسيم .. لا بكاء .. ولا صياح ..ولا عويل !! أخرجناهم جميعاً من السيارة .. من رآني ظن أني صاحب المصيبة دونها ! قالت لنا وهي تتفقد حجابها ، وتستكمل حشمتها في ثبات الراضي بقضاء الله وقدره : لو سمحتم .. احملوا زوجي وطفلتي إلى أقرب مستشفى .. وسارعوا في إجراءات الغسل والدفن ! واحملوني وطفليَّ إلى منزلنا .. جزاكم الله خير الجزاء ..بادر بعض المحسنين إلى حمل الرجل وطفلته إلى أقرب مستشفى .. ومن ثم إلى أقرب مقبرة ، وأما هي .. فقد عرضنا عليها أن تركب مع أحدنا إلى منزلها .. فردت في حياء وثبات : لا والله !. لا أركب إلا في سيارة فيها " نساء " !! ثم انزوت عنا جنباً ممسكة بطفليها الصغيرين .. ريثما نجد بغيتها ، وتحقق منيتها .. استجبنا لرغبتها .. وأكبرنا موقفها .. مر الوقت طويلاً ونحن ننتظر على تلك الحال العصيبة .. في تلك الأرض الخلاء .. ساعتان كاملتان .. حتى مرت بنا سيارة فيها رجل وأسرته .. أوقفناه .. أخبرناه خبر هذه المرأة .. وسألناه أن يحملها إلى منزلها .. فلم يمانع . عدت إلى سيارتي وأن عجب من هذا الثبات العظيم .. ثبات الرجل على دينه واستقامته في آخر لحظات الحياة .. وأول طريق الآخرة .. وثبات المرأة على حجابها وعفافها في أصعب المواقف وأحلك الظروف !! إنه الإيمان !! إنه الإيمان .. ] يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء [(1) سورة إبراهيم الآية "27". محبكم في الله : محمد سعيد شلوان أبو سعيد
| | |
| |
|
جعبة الأسهم
(مؤسس الحلال الطيب)
تاريخ التسجيل : 16/10/2007 رقم العضوية : 1 المساهمات : 5199 النشاط : الكنية : أبو عبدالرحمن حكمتي : من يجادل كثيرا يعمل قليلا
| موضوع: رد: الثبات والتوفيق لحسن الخاتمه ( المرفأ : للشيخ يحيى شلوان رحمه الله ) 2008-10-12, 7:52 am | |
| بارك الله فيك أخي "أبو سعيد" .. وأسأل الله أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم وفي ميزان حسناتك يوم القيامة !
نقل مميز .. وقصة تعكس "المثالية" التي نتطلع لها !!
فلم نسعد سابقاً أو يعلو شأن الاسلام إلا بأناس .. تطلعوا إلى "المثالية" فنالوها
والله أعلى وأعلم ،،،
| |
|