بنوكنا أين موقعها في العاصفة المالية؟
الجزيرة - محمد العنقري 05/10/2008
لم يصدر أي تصريح حتى الآن من بنوكنا التجارية حول مدى تأثرها بالأزمة المالية التي تعصف بالأسواق المالية العالمية رغم تداخل اقتصادنا بالعالم وعلاقة البنوك بالأسواق العالمية، فجميع البنوك تستثمر عبر المؤسسات المالية التي أفلست أو تم انقاذها بعد أن مسحت خسائر تقدر بمئات المليارات..
.. فهل يعقل أن تكون بنوكنا خارج إطار هذه العاصفة؟ فالتقديرات تشير إلى استثمارات عبر الصناديق الموجودة بتلك الأسواق تفوق 18 مليار ريال، فكم نسبة الخسارة إلى الآن؟ وإذا كانت حجة البنوك أن الأموال الموجودة بتلك الصناديق هي لأفراد وهي فقط تملك حق الإدارة فكيف لم تتحرك لحمايتهم منذ بداية الأزمة فلا أحد يمنعها من تصفية مراكزها. وبما أن التقديرات تشير إلى وجود استثمارات غير حكومية للبنوك والأفراد تقدر بنحو 500 مليار ريال بتلك الأسواق وأن جزءاً منها عبارة عن ودائع للبنوك السعودية بالبنوك الأمريكية والأوروبية، فهل احتاطت البنوك لأي طارئ قد يحدث جراء إفلاس أحد البنوك التجارية الكبرى؟
كما أن المعلومات الصادرة عن البنوك شحيحة جداً حول الوضع المستقبلي لتوجهاتها ومدى تحوطها للوضع العالمي القاتم، فجميع الأخبار والتصريحات الواردة من الأسواق العالمية يطغى عليها النظرة السوداوية، وحتى كبار المسؤولين والاقتصاديين العالميين يطالبون بتغيير النظام المالي الدولي ولا يوجد أي ردة فعل صادرة عن البنوك رغم أن السوق المالي السعودي ينخفض بتأثير بالغ من القطاع البنكي، ويعتبر ذلك إشارة سلبية كون الفئة التي تقتني أسهم البنوك من شريحة المستثمرين طويلي الأمد مما يدلل على عدم اليقين بوضعها أو لمعرفتهم بوجود خسائر سوف يعلن عنها بنهاية السنة المالية التي لم يتبق عليها سوى ثلاثة أشهر، فالبتأكيد هي لا تتعامل مع أسواق في كوكب آخر فجميع الأسواق تتقلب بشكل مريع حتى أنه أصبح من العسير توقع حركة السوق خلال جلسة اليوم الواحد.
نعلم إن مؤسسة النقد تفرض نظاماً صارماً على تحركات البنوك خصوصاً بالخارج ولكن السوق بحاجة إلى الاطمئنان فلم يعد هناك استثمارات آمنة بالأسواق الدولية بعد أن كشفت الأزمة المالية عن خلل كبير بعملها كما أن انخفاض السيولة أمر أصبح واضحاً بعد إجراءات المؤسسة الحثيثة لخفضها خلال السنة الحالية كأحد الآليات لكبح ارتفاع التضخم فلا بد من الشفافية في إعلانات البنوك للربع الثالث التي يتوقع ظهورها خلال الأيام القليلة القادمة بتفصيل كبير حول واقعها وما الذي أثر أو سيؤثر على ربحيتها ومركزها المالي مستقبلاً.