(! الخوووووووووف ! )

بسم الله الرحمن الرحيم

الخوف سلوك فطري وصفة ملازمة للانسان حتى الموت ، وتتم ترجمة هذا السلوك الفطري بشكل ينسجم مع المخاطر المتوقعة ، ترجمة الخوف أمر طبيعي إن كانت في حدود الأخطار المحتملة ، ولكن الخوف يخرج عن الفطرة السوية إن تمت ترجمته مقابل ما يبدو بأنه من المخاطر لكنه في النهاية يعود بالمكاسب ، فمن المألوف أن نرى الانسان يستجيب لمخاوفه الطبيعية كهروب عن مواطن الخطر أو اشتباه حدوثه ، وهو بذلك يتجنب شراً ينتظره أو رزية تخزيه ، وما أصاب العبد لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، ولكن تجنب المخاطر في الوقت المناسب بما يحقق المكاسب هو في حقيقته الخوف المحمود وقد فعله من قبلنا الأنبياء عليهم السلام..!!

قال تعالى : { ..فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ .. }الشعراء21

فلا يعد متشائماً من يبتعد عن مكامن الخطر ،، وإلا لكان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه على رأس المتشائمين والعياذ بالله وذلك عندما امتنع ومنع غيره من دخول المدينة التي حل بها الطاعون ، وحقيقة التشائم هو أن تتشائم من شيء تجهله ولا تعرفه ولا يوجد مبرر يدعوك لتجنبه ، مثلا إنظهرت لك مخاطر الوقوع في الشبهات فإنك إن خفت من الاقدام عليها فذلك خوف فطري حنيف وهو الخوف المحمود ذو النتائج الطيبة ، والشجاعة الحقة هي في "الفرار" مما يبدو منه الأمان في ظاهره والهلكة موجودة في باطنه..!!

ولربما انهزم الفارس عنوة ..ثم انثنى قسطاً على الفرسانِ

وحتى لو كان أمر ما يبدو آمناً "نفسياً" فعلينا قبل أن نقدم عليه أن نختبر "الوازع الديني" لدينا وحكمه على هذا الأمر ، بخلاف ما يدعيه أرباب علم النفس من استقلال النفس عن الدين الصحيح والقناعات (الروحانية) فعلى العكس الأمان النفسي هو "الهوى" وكثيراً ما يخالف (الشرع) إذا تم الاستقلال به ودائماً يكون اكثر قوة وثباتاً إذا تم الربط بين "الامان النفسي" و "القناعة الروحانية" بحيث يكونان جزءاً واحداً وهو "العقيدة السليمة"، ولذلك فعلاج بعض الحالات والمسميات التي خرجت من رحم علم النفس مثل "الفوبيا" يكون في تقوية الوازع الديني وتربية النفس على موافقته ظاهراً وباطناً وتزكيتها باستمرار وهذا هو الحل الناجع لجميع أعراض النفس في عصرنا وفي الماضي بعيداً عن الفلسفات الحديثة لعلم النفس والتي تفصل الحياة بشكل معين كما يفصل الحائكون الثوب ثم ما يلبث هذا الثوب أن يبلى مع الزمن..!!

قال تعالى : ( ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها ) الآية

وتعد صفة الخوف نعمة مهداة وتتعدى فائدة السلامة من الأخطار لتصل بنا إلى فائدة عامة للمسلمين فهي تعتبر مقياساً عملياً بين المؤمنين ، فالمؤمن القوي الذي يسيطر على المخاوف التي تواجهه خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف الذي ينهزم أمامها وفي كلاهما خير كما ثبت ذلك عن النبي صلوات ربي وسلامه عليه ، والمفترض أن المؤمن أصلاً لا يخشى إلا الله ، ولهذا كان الابتلاء بالحياة والموت من أعظم الابتلاءات على إثبات صدق المؤمن بل وإنهما يمثلان الاختبار الأقوى والمرتقى الصعب نحو لتحقيق مبتغاهم لما يكتنفانه من مخاوف أكيدة والتي قد تحد من عمل الخير أحياناً ولو على حساب المبدأ ، ولهذا فقد أعد الله لمن يتجاوز مخاوف "الحياة والموت" في سبيل عمل الخير باختلاف أشكاله أجراً عظيماً ، فدعو الشجاعة في مواجهة المؤمنين جانباً وأثبتوا مقدرتكم على تجاوز هذا الامتحان إن كنتم صادقين..!!

قال تعالى : {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }الملك2

الشاهد مما سبق:

هو أن الخوف في السوق قد يقود لقرارات خاطئة أحياناً إذا بالغنا فيه ، ويجب صقله حتى يوافق الواقع ، وعلينا أن ندرك أن صفة الخوف نعمة ربانية إذا وضع الحد المناسب لها واستخدمت للحماية من الأخطار المحتملة ، وليعلم الجميع أننا إن لم نضبط صفة الخوف نفسياً (بربطها بالشرع الحنيف) ونجعل الخوف من الله هي الضابط الأول لهذه الصفة فقد تكون سبباً في قطع الأرزاق عنا لأن الخوف من أنواع العبادة ولا يجب أن نوجهها للوجهة الخاطئة ..!!

والنقطة الهامة أن التعامل مع "الخوف" في سوق الأسهم يجب أن يكون مرتبطاً بالقناعات الدينيه بحيث يتعلم بشكل مستمر عن الأسهم وحرمتها وشبهاتها ، ولا ينسى بأن السوق مليء بالغش والتدليس على الناس بحيث إذا علم بالأخطار خاف منها خوف "الشجاع" وقام بتجنبها والتحذير منها ،، وعلينا أن لا نترك المجال للمطبلين ليجعلونا عاجزين عن استخدام "الخوف المحمود" في وقته المناسب ، ألا ترون الأسود كيف تقوم بإيهام الفريسة بالأمان قبل الانقضاض عليها..؟؟

وقد روي في الحديث: (لا ضرر ولا ضرار)



اخوكم/ جعبة الأسهم

شاكر ومقدر مرورك أخي الناصح..

جزاك الله خيرا
الله يوفقك ويبارك لك في مالك واهلك

جزاك الله خيرا

بارك الله في الجميع .. وجزاكم الله خيراً

وشاكر لكم دعواتكم .. وشرفني مروركم !