يعتبر التداول بسوق الأوراق المالية طريقة جيدة للكسب السريع إلا أن ذلك يقابله تحقيق الخسائر. فالمتداول لايحتاج الى مهارة حقيقية للكسب فهو لايعمل شيء سوى أن يقوم بوضع طلب شراء أو بيع ويترك الباقي لميكانيكية العرض والطلب – وقد تيسر الان القيام بتلك العملية بالهاتف وعن طريق الحاسب الالي. لذلك وجب على الشخص أن يتصف بالانظباط و الثقة والتركيز كما يجب عليه ان يتفاعل بحيادية أثناء التداول نتيجة لامكانية تحقيق الربح أوالخسارة وما يتبعه من الاحساس بالنشوة المطلقة أو اعتصار الألم العاطفي. خاصة بعد علمنا بسهولة تحقيق ذلك كون لاتوجد مهارة أو عناء للشعور بالحالتين السابقتين.
تكمن المشكلة في أن المتداول يلغي عنصر المخاطرة في هذا النوع من التجارة حيث يتوقع من السوق بتحقيق مايريده ولايوجد شيئ أمر من مخالفة توقعات المستثمر وكأنه يعلم بالامور الكامنة والمتغيرات اللحظية التي يمر بها السوق بدلا من الايمان بان السوق له طبيعته الخاصة وان الربح والخسارة هو سببه وقت وسعر وضع الاوامر. مما يؤدي به الى الشعور بالغبن والخيانة واعتصاره للألام العاطفية.
هناك خمسة قتاعات يجب على المستثمر ان يسلم بها وذلك ليقلل أو يتفادى تأثير نشوة الكسب أو ألم الخسارة نتيجة للتداول بالاسواق المتقلبة:-
أي شيئ ممكن حدوثه حيث توجد على الدوام قوى خفية في كل أسواق العالم وكل مايحتاج لتغير حالة السوق هو متداول واحد فقط!!
لاتوجد حاجة لمعرفة ماذا سيحدث في المستقبل لكسب المال فالسوق قائم على احتمالات الصعود أو الهبوط. فعند الاقتناع بأنها لعبة احتمالات، لاتعود مفاهيم الربح والخسارة ذات أهمية للمستثمر وبذلك يتحقق التناغم مع تلك الاحتمالات. والعمل بعكس ذلك يراوده احساس من التردد في اتخاذ القرار والشك وبذلك يتأثر سلبا نفسيا ويظهر أعراضه اثناء التعامل مع الأهل والاصدقاء والناس. بدلا من أن يدخل ويخرج بكل ثقة وتروض.
كل عملية بيع أو شراء ينتج منها ربح و خسارة والمهم أن عمليات الربح تطغى على عمليات الخسارة ويتحقق ذلك من دراسة وافية للسوق و العوامل المحيطة به سياسيا واقتصاديا وطبيعيا.
أن اشارات الدخول والخروج غير ثابتة وغير مؤكدة. يذكر أن محلل فني بارع جلس مع رئيس البيت الاستثماري الذي يعمل به وقال بأن سعر تلك السلعة لن ينزل ما دون ذاك المستوى. رد عليه الرئيس بقوله "هراء"!! وفوراً اتصل الرئيس بسمساره وامر ببيع مليوني مكيال من فول الصويا. وما هي ثوان حتى هوى سعر السلعة ب عشرة سنتات!!
كل لحظة من السوق فريدة بنوعها. عقولنا بالطبيعة تجمع ذاتيا ما بين الخبرات السابقة. فمثلا اذا عض كلب طفل بالصغر فستجده عند مواجهته لكلب اخر – حتى لو كان وديعا – يشعر بالخوف و ينسحب. فكل لحظة من التداول تختلف عن سابقتها. فحدوث نمط سابق لايعني بالضرورة تكرار الحدث مرة أخرى.
التقدم نحو النطاق
خلاصة القول، عندما تقتنع كليا بحقيقة سيكلوجيا السوق فستقبل اتوماتيكيا بمخاطر التداول. وعندما تقبل بهذه المخاطر فستلغي امكانية استقبال معلومات السوق بطريقة مؤلمة. وعندما تتحقق تلك المخاطر لايوجد بعقلك ما تتجنبه أو تخاف منه مما يمكنك من التعرف بشكل أفضل على طبيعة حركة الاسواق. وبعد تسليمك للامر الواقع بانك لاتعلم ماذا سيحدث غدا تستطيع التعامل مع السوق من هذا المنطلق بشكل أفضل لاستيعاب ماقد يحصل لاحقا.
ترجمة °`°؛¤{المستشار التقني}¤؛°`°وهو محلل فني في أحد المنتديات لمقتطفات من كتاب Trading in the Zone
|