بسم الله الرحمن الرحيم
عبقرية النصب والاحتيال عبر الإنترنت
عبدالعزيز حمود الصعيدي
تفتقت عبقرية النصابين والمحتالين عبر الإنترنت عن وسائل جديدة حديثة أكثر جدية بل وأكثر إغراء وزرعا للثقة لدى الضحية مما كانت عليه في السابق.
من هذه الوسائل على سبيل المثال لا الحصر استخدام أسماء وخدمات شركات تحويل أموال شهيرة لتمرير أو تنفيذ أهدافهم للنصب والاحتيال وكان آخر رسالة من هذا النوع وصلت إلى بريدي الالكتروني ومن المؤكد أنها وصلت إلى الملايين تشبه إلى حد كبير ما يلي:
نقدم أنفسنا نحن شركة تحويل أموال "س. ص. ع" مقرنا مدينة "خاء صاد عين" في دولة "ميم فا دال".
تم تكليفنا لتحويل مبلغ 15مليون دولار إلى حسابك بناء من صاحب المال، ولكي يتوجون ذلك بشيء من الجدية وجعل الموضوع أقرب إلى الحقيقة يدرجون لقب الدكتور ومن ثم الاسم "الدكتور فلان الفلاني" المقيم في مدينة كذا في إحدى دول جنوب أفريقيا وبعد ذلك يطلبون منك تزويدهم برقم حسابك اسم البنك الذي تتعامل معه، اسمك الكامل، العمر، مقر سكنك ويصرون في الغالب على الحي والشارع ورقم المنزل وعنوانك البريدي.
وبعد ذلك يخبرونك ان الدكتور سيتنازل لك عن نسبة معينة من المبلغ مقابل تعاونك ومساعدته بتخليص هذا المبلغ واخراجه من جنوب أفريقيا إلى أي وجهة أو إلى دولة تختارها.
المضحك في الأمر ان هؤلاء المحتالين يرسلون الرسائل إلى أشخاص لا تربط بينهم علاقات اثنية بالمتوفى أو صاحب المال، ويطلبون اثبات قرابتك بمن يملك المال لكي يتم اخراج النقود من جنوب أفريقيا بتحويل المبلغ إلى حسابك والمشكلة هنا تكمن في كيفية اثبات قرابة المتوفى أو صاحب المال وهو أفريقي، أمريكي أو أوروبي أو آسيوي أو عربي وهنا مربط الفرس فستطلب منهم مساعدتك في اثبات قرابتك بمن يمتلك المبلغ وهنا تبدأ عملية النصب والاحتيال المبرمجة سيطلب منك تحويل مبلغ باسم المحامي أحياناً يكون المبلغ بسيطاً ولا يتجاوز مئات الدولارات ويتكرر الطلب حسب التقدم في إجراءات الاثبات.
كثيرون من سيسيل لعابهم لمثل هذا العرض المغري بملايين الدولارات مقابل التضحية بمبلغ زهيد لا يتجاوز مئات الدولارات خاصة إذا كان العرض يتيح للضحية الحصول على نسبة تتراوح بين 30في المائة إلى 45في المائة من مبلغ 15مليون دولار، أي ان الضحية سيحصل على مبلغ يتراوح ما بين 4.5ملايين دولار أو 6.75ملايين وما أكثر من سيضحي بمبلغ 200أو حتى 900دولار على أمل الحصول على مثل هذه الثروة الكبيرة.
الخلاصة ليعوض الله على من دفع أي مبالغ أو ذهب بنفسه إلى جنوب أفريقيا لمعاينة المال في الصناديق قبل اتخاذ أي قرار بهذا الشأن وللعلم فقد أكد لي أحدهم أنه شاهد بأم عينه دولارات مكدسة في صناديق في إحدى الجهات الحكومية الرسمية في إحدى الدول، وكما علمت من مصادر آخر أنه تجاوز خسائر أحد الذين ذهبوا إلى جنوب أفريقيا لمعاينة الأموال في الصناديق آلاف الدولارات وربما عشرات آلاف الدولارات وحتى يومنا هذا وهو ينتظر وسيظل ينتظر فالعملية نصب واحتيال وقد كتبت وكتب كثيرون غيري عن مثل هذا الموضوع وربما يكون في التكرار فائدة لمن يقرأ عن هذا الموضوع.
النصيحة التي يجب ان تقدم للجميع: "هؤلاء القوم ليسوا بهذا الغباء أو الغناء الفاحش لكي يتنازلوا عن هذه الملايين من الدولارات فعليك نسيان الموضوع بل اليأس من مثل هذه العروض "فهدف من يرسل هذه الرسائل وما أكثرهم هو تحقيق ثروة بهذه الوسيلة من هذه المبالغ التي نعتبرها زهيدة فنقوم بتحويل أموالنا إليهم، فكروا معي لو ارسل 1000شخص 200دولار لمثل هؤلاء النصابين سيصبح إجمالي المبالغ 200ألف دولار ربما خلال شهر أو أسبوع.
وأما التحذير من مثل هذه الرسائل فربما ورط أحدهم نفسه في حال تم استلام نقوده من قبل أشخاص متورطين بدعم الإرهاب، عصابات غسيل أموال، أو تجار مخدرات مثلاً وبالتالي سيجد الضحية نفسه في كارثة هو في غنى عنها، وأما احتمال حصول أي شخص على مثل هذه الثروة فهو شبيه بأمل إبليس في الجنة.
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/2008/05/23/article344753.html