تاريخ التسجيل : 16/10/2007رقم العضوية : 1المساهمات : 5199النشاط : الكنية : أبو عبدالرحمنحكمتي : من يجادل كثيرا يعمل قليلا
موضوع: التلوث المائي (كيف يكون؟) 2009-08-03, 12:57 am
التلوث المائي (كيف يكون؟)
عبد العزيز محمد هنيدي رغم كثرة ما أسهبت في الكتابة عن التلوث وحماية البيئة لم أستطع أن أتوقف عن الخوض في موضوع (حق الإنسان في الحياة في بيئة سليمة)، والذي أشير إليه في المادة 32 من نظام الحكم الأساس للمملكة، ولم أتمكن من الانتقال إلى حق آخر من حقوق الإنسان الأخرى التي وردت في ذلك النظام، ويعود السبب كما لا يخفى على القراء الأعزاء إلى الأهمية القصوى لحماية البيئة من التلوث الذي تعيشه بلادنا خاصة التلوث المائي بجانب كبر حجم قضية التلوث وارتباطه بكثير من شؤون حياتنا، أضف إلى ذلك الأخطار المستمرة المتزايدة للتلوث إذا لم يتم التصدي له وما زالت ملايين الأطنان من المياه القذرة (الصرف الصحي) تجد طريقها وتصب في كل ثانية وتلوث وتغتال مياه بحارنا فتحول المياه الزرقاء الحية الرقراقة اللامعة الصافية إلى مياه عكرة لا تكاد تتحرك، مياه فقدت لون الحياة الجميل فأصبحت بدون لون إلا من اللون الذي يميل إلى السواد الذي يُحرك مشاعر الحزن والاكتئاب عند الناس ويوسع نطاق توالد الميكروبات وحضانة الأمراض، وتنبئك عن فقدان حياة مياه بعض الشواطئ تلك الرائحة الكريهة التي تجد طريقها إلى أنفك كلما اقتربت من تلك الشواطئ ولا تجد وسيلة لتحاشيها سوى أن تضع طرف عمامتك على أنفك لتتقي شر تلك الرائحة المزعجة بجانب الطحالب الشرسة التي تطفو على مستنقع تلك الشواطئ الحزينة وكأن مياه الشواطئ الملوثة تتوارى خلف تلك الطحالب خجلا مما اعتراها من سوء ما أصابها من التلوث الجائر، أضف إلى ذلك الكميات الهائلة من المخلفات ورواسب المياه القذرة التي تغطي جزءا كبيرا من قيعان مياه البحر القريبة من الشواطئ، أضف إلى ذلك الثروة السمكية التي تعرضت للتلوث والأخطار والأمراض التي تحملها الأسماك الملوثة لمن يطعمها من بني البشر والأحياء الأخرى، مع العلم أن هناك أسماكا كثيرة وحيتانا تعرضت للموت للسبب نفسه بجانب التلف والخراب والموت الذي يلحق بالشعاب المرجانية وما حولها من النباتات والكائنات البحرية في البحر الأحمر، خاصة ذلك البحر الذي اكتسب سمعة عالمية بجمال شعابه المرجانية وأسماكه الملونة والنباتات والكائنات البحرية المتنوعة ذات الألوان الخلابة النادرة التي تعيش فيه، وبعد كل ما ذكرت عن تلك المصائب التي تطوق عنق البيئة البحرية، وتكتم أنفاسها يمكنك أن نتخيل ما يصيب البيئة من خطر داهم. والغريب والمؤلم في الوقت نفسه أن هناك من المواطنين من لا يقدر حجم الخطورة على بحارنا التي نعيشها ولا يعرف ما يترتب عليها من مآس، وهناك البعض الذي لا يحب أن يسمع عن تلك الأخطار ويعتقد أن هناك مبالغة في الأمر أو أنه يشعر بألا فائدة من مناقشة الموضوع ولا يحب أن يُرهق نفسه بالتفكير في تلك المآسي التي نعيشها وكأنه قد فقد الأمل في إصلاح البيئة التي انتقل إليها عدوان التلوث منذ فترة طويلة، وحيث إن أخطر وأعقد تلوث بيئي هو التلوث المائي في البحار والبحيرات والمياه المكشوفة والذي عادة ما يستغرق وقتاً طويلاً لإصلاحه نظراً لكبر حجم المياه والثروات والأسماك والكائنات الهائلة التي تعيش في البحيرات والبحار، لذلك يجب أن نقرع الأجراس وأن نسمع الناس الذين لا يسمعون ما ينتظرنا جميعاً من أخطار تتزايد وتتضاعف، ونطالب بإعادة الحياة لأغلى ثروة خلقها الله لنا ولجميع المخلوقات وهي الماء ذلك السائل الشفاف السحري الذي لا لون له ولا رائحة.