قراءة خاطئة للمؤشر.. من المسؤول؟
عبد العزيز القراري
من الواضح إن نسبة الوعي لدى المتعاملين والعاملين في سوق الأسهم تغيرت كثيراً بشكل إيجابي، وأصبحت أخطاء الماضي نسياً منسيا، إلا إن الجميع بدأ يجمع على إن قراءة المؤشر بوضعها الحالي خاطئة وغير صحيحة هذه المعلومة ترددت كثيراً في الأسبوع الماضي وبشكل طبيعي من دون أن تدهش أحد، بل أنها "مرت ولا وضرت".
هل يعقل ذلك أن تكون قراءة المؤشر غير صحيحة وخاطئة ونحن نتعامل في السوق ونخسر ونربح طوال هذه الفترة والمؤشر كان يعطينا قراءة غير صحيحة.
من يتحمل مسؤولية الخلل الفني الذي صاحب تداول ينساب وما خلفه من انهيار "فبراير" الذي تبدلت بعده أحوال الناس، بل أن كثيرا من الأغنياء بعد الانهيار نافسوا الفقراء على طوابير الخيرين والجمعيات الخيرية، وفي النهاية يقال أن جميع تعاملات الماضي هي خاطئة وغير صحيحة.
ماذا يفعل من راحوا ضحية المؤشر والقرارات الغير مدروسة أليست أموالهم أموالا أم أنها "لعبة المني بولي" الشهيرة التي يتساوى فيها الربح والخسارة فهي مجرد لعبة.
من قصص الانهيار والقراءة الغير صحيحة للمؤشر أن شيخاً طاعناً في السن جمع في سنين عمره نحو 20مليون ريال من مختلف الأنشطة التجارية والعقارية وعندما سمع عن الأرباح الخيالية التي عقبت أرباح المساهمات العقارية ذهب بجميع ما يملكه من مال لسوق الأسهم وحيث إن الإدمان يبدأ بالنشوة الأولى بدأ بالتعلق في سوق الأسهم يسري في عروق "الشايب" وبعد أن ربح الكثير في وقت قياسي توالت عليه عروض البنوك بالتسهيلات وإغراءات مضاعفة الربح حتى رضخ أمام جميع هذه المغريات وحصل على تسهيلات تعادل المبلغ الذي في محفظته، وكل زيادة في المحفظة يدفعه الطمع لزيادة التسهيلات حتى 25فبراير الشهير، وانعكست به الوجهه من الأرباح إلى الخسائر فلم يجد فرصة للبيع بل أن الجميع من حوله يشدون من أزره حتى يتماسك أمام هذا الضغط وأنها موجة جني أرباح وسيعود السوق من جديد، لكن البنك أضطر غير باغٍ الى تسييل كل ما في المحفظة التي لم تغط مستحقات البنك على اعتبار أن البنك يعرض كل يوم أسهم هذا العميل ولا يوجد من يشتري، المهم في نهاية المطاف "الشايب " تحول من عميل صحاب امتياز إلى مدان ومطالب بالسداد وتحول "الشايب" من غني إلى فقير بسبب قراءة خاطئة للمؤشر دامت سنوات.
المصدر (صحيفة الرياض اليومية)