حلول شرعية تقضي على التضخم ..

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ..الذي أذهب عنا الحزن ، الحمد لله مثبت الأقدام في الفتن ، الحمد لله الذي جعل الأرض لأهل الاسلام إرث ووطن ، الحمد لله الذي شرع لنا ما يحفظ الروح والبدن ، الحمد لله الهادي لسواء الحال والمآل ، الحمد لله الذي أرشدنا إلى لوازم حفظ المال ..وأصلي وأسلم على عبده وسوله محمد ، عدد ما اطفأ وعدد ما أوقد:

أما بعد..فهذه محاولة للمساهمة في حل مشكلة نكتوي بها جميعاً

"القدرة الشرائية" ذلك القانون الإلهي العجيب وهو بياد لله تعالى وتطمح اليه النفوس الكريمة ، ذلك القانون الرباني الذي يبغض انخفاضه عند الناس كل أهل "الاكتناز" و تجار "الاحتكار" وهم سبب فيها ،، هي الذام الحي "للتبذير" وإخوان الشياطين ، هي "البذل والعطاء" هي "الإيثار" هي "سد الحاجة" و"أخذ النصيب الدنيوي" إجمالاً في الطلب بعد أداء حقوق المال وتزكيته الواجبة والاهم منه تزكية النفس ، و بعد استخدام "رزق الله" في رضا الله ورسوله..!!

قال تعالى: (.. وابتغ في ما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ..) الآية

"القدرة الشرائية" هي رزق الله الذي أمرنا بتأدية "حقها إذا بلغت نصابها" للقربى وللضعفاء والمساكين لكي يمتلكون "قدرة شرائية" ليساهموا في الحد من تضخم الأسعار ذلك لأنهم سيدخلون ضمن طالبي السلع والخدمات..هي التي أمرنا الحق جل جلاله بإنظار المعسر عند إقراضه حتى لا تقل "قدرته الشرائية" فيستطيع تلبيةاحتياجاته اليومية ..هي رزق الله الذي كلفنا المولى بالنفقة منه على زوجاتنا وأبنائنا وأهلونا كي لا تقل "قدرتهم الشرائية" فيساهمون في كبح جماح "التضخم" لزيادة الطلب على السلع والخدمات ،، إذن فنحن مأمورون بتوسيع دائرة "القدرة الشرائية" لتصل إلى الجميع حتى إذا أحجم البعض عن بحثه عن السلع والخدمات يبقى الغالبية يمثلون كماً هائلاً من الطلبات المتكدسة..

يقال بأن مشكلة "التضخم" قد امتدت على المستوى العالمي ولا يمكن السيطرة عليها ..ليت شعري يا "مهد الرسالة" ويا "منبع النور للعالم بأسره" ألسنا نحن من صدر القوانين الألهية الاقتصادية فأصبحت بإذن الله عالمية التطبيق ؟؟؟ فلماذا لا نعي بأن الحل بأيدينا ،، والله العظيم إن الحل بأيدينا وبثقتنا وإيماننا بنظامنا الاقتصادي الرباني وحبنا لتطبيقها طلباً للمثوبة والجزاء نستطيع أن نسيطر على "ظاهرة التضخم" الحاصل لدينا بل وفي العالم بأسره ،، كيف لا نستطيع ونحن اكبر دولة تجري من تحتها آبار النفط ؟؟ نستطيع إذا ابتغينا بذلك الدار الآخرة وأخذنا نصيبنا من الدنيا مع تكرار التوبة لأن النقص والخطأ من الانسان أمر فطري و سنة ربانية..

من هنا لابد لنا من التطرق لظاهرة التضخم على المستويين المحلي والعالمي ، ولكن الحلول يجب أن تنحلق من منصة إسلامية أولاً ، فعلى الصعيد العالمي يمكن لنا اختزال الظاهرة بالمقولة: "على نفسها جنت براقش" وقضية الرهن العقاري هي الأخطبوط الذي تسلل بأذرعته "بإذن الله"في جميع الاتجاهات بسبب ما هو مبني عليه ومن لوازم الرهن العقاري فهو مبني على الربا وحرب الله ورسوله أو ما يسمونه "الريبو"و"الريبو العكسي" فسبحان الله كيف تشابه الأسم عند العرب والغرب وكأنه قد خرج من مشكاة واحدة !!!

وأما سبب مشكلة التضخم فهي نفسها ولكن لها جذور مختلفة ؟؟ فبالإضافة لعوامل معقدة كارتباط الريال بالدولار والاعتماد على السلع المستوردة والتهرب من دفع الزكاة ، فإن أهم سبب هو "سوق الأسهم" حيث انه قبل عامين كثر الداخلون فيه بتهور مع رهن أسهمهم او بعض ما يملكون من أجل اللحاق بالركب في تلك الأيام ،، ومن بعد نكسة "فبراير" بدأت تنخفض القدرة الشرائية شيئاً فشيئاً وبدأ التفكير في الحد من شراء أي شي وفي أي وقت ،، وهذه هي الحقيقة التي ساهمت في حدة التضخم عندنا..

نعم ، كان لإنهيار أسواق الأسهم السعودية والخليجية دوراً فاعلاً في زيادة التضخم على مستوى الخليج حتى في الايجارات ذلك لأن كثيرون قد باعوا منازلهم ليضاعفوا اموالهم فأصبحوا مستأجرين ومتنقلين بين الشقق المستأجرة فساهموا في تضخم الايجارات ،، فهل تنكرون ذلك ؟؟؟

وفوق ذلك فإن كثير من الشركات أدخلت سيولتها في سوق الأسهم بحثاً عن الأرباح فخسرت غالب هذه الأموال وبالتالي أصبحت بعض المتاجر والمؤسسات التجارية والشركات بين أمرين لا ثالث لهما فإما أن تسرح جزء من عمالتها أوتغلق بعض فروعها وهذا ما يخالف سياستها الطامحة إلى التوسع في النشاط ، أو تقوم بزيادة الأسعار في "سلعها ، وخدماتها" لتستطيع الابقاء على بعض فروعها والعاملين فيها ، وقد قامت فعلاً بالأمر الثاني والله أعلم فظهر التضخم جلياً في منتجاتها ،، ولو تلاحظون ان التضخم قد بدأ بعد "انهيار فبراير قبل عامين" بعدة أشهر فقط "حيث ان الشركات فقدت جزء من الأمل في استعادة ما خسرته من السوق" وزاد التضخم أكثر في السنة الماضية حتى ظهرت حدته خلال هذه الفترة "حيث ان الشركات قد فقدت الأمل في تعويض ما خسرته من الأسهم"..فإذا كان الأمر كذلك فما هو الحل إذن ؟؟؟

الحل: هو زيادة "القدرة الشرائية" المسببة في هذا التضخم ويكون ذلك بتكاتف شعبي وتدخل حكومي ..كالتالي:-

(((على المستوى الشعبي)))

1- التذكير بالزكاة الواجبة وانها ركن من أركان الاسلام الخمس ، لأن بعض الناس هداهم الله ينسى الزكاة ولا يستفسر عن زكاة الأسهم الخاسرة معتقداً أنها لا تجب كونها "أسهم خاسرة" ،، ولا يسأل عن الزكاة في أمواله المتكدسة في البنوك ، ظاناً بان الزكاة فقط في الغنم والبقر والابل فقط.

2- محاربة الربا بكل صوره وأشكاله "وحيله" من خلال القاء المحاضرات والندوات والكلمات التي تحذر منه وتكشف المصير الذي ينتظر المرابي في الدنيا والآخرة ، لأن الربا من أشد ما يضعف القدرة الشرائية ببين الناس وبشكل قوي كونه معاكس لهدف الزكاة تماماً.

3- الحث على الصدقة والأعمال الخيرية في البلاد بشكل مكثف ، لأن الناس أصبحوا أقل صدقة بعد انهيارات أسواق الاسهم مما ساهم في قلة القدرة الشرائية عند الفقراء أيضاً .

قال الرسول (ص): "يا ابن آدم أنفق ينفق عليك"

4- الحث على الانفاق الضروري على الزوجات والأهل والأبناء وعدم التضييق عليهم في المعيشة ،وأن لا نخشى الفقر فهو من تخويف الشيطان لنا .

قال تعالى: ( الشيطان يعدكم الفقر

5- حث الجميع حكومة وشعباً على إنظار "المعسرين" حتى لا تقل "قدرتهم الشرائية" ويزيد الطلب على السلع والخدمات المعروضة..فيساهم ذلك في قلة الأسعار.

قال تعالى : ( فنظرة إلى ميسرة) الآية

وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسراً فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر قال : قال الله عز وجل نحن أحق بذلك منه تجاوزوا عنه " (صحيح مسلم) .

6- أن تقوم البنوك بإسقاط جزء من مديونياتها على المواطنين ،، أو تزيد في المدة المقرر لسداد ديونهم ،، وعلى كل مقتدر يريد الأجر من الله عز وجل أن يعفي من أدانه إذا كان ذلك لا يهز من ميزانيته.. أو حتى يسقط جزء من ماله.

عن أبي قتادة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة " ( مسند الامام أحمد) وصصحه الألباني .

7- التشجيع على الايثار بين أفراد المجتمع ، والحث على التعاون لسد رمق المحتاج والمسكين وأعطائه فوق حاجة يومه حتى تزيد "قوته الشرائية" لان اعطائه قوت يومه فقط تجعله يسعى للحفاظ على حياته ولا يشتري سوى الطعام .

قال تعالى: (يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) الآية

(((على المستوى الحكومي)))

1- تسديد جزء من الديون عن المواطنين بقدر ضعف نسبة التضخم ، أو على الأقل الزيادة في مدة سداد الدين دون الزيادة في قيمته ،.
2- التعديل في أنظمة العمل بالنسبة للعسكريين وغيرهم ،، بحيث يطلبون مصادر إضافية للدخل غير الوظائف بشرط أن لا يتعارض وقتها مع وقت الأعمال الرسمية ، وأن لا تكون هي الأساس ..بل مصدر دخل ثانوي لا يؤثر على الأداء في العمل.
3- منح الأراضي للمواطنين بشكل غير مسبوق حتى تزول مؤونة البحث عن أرض ولا يبقى سوى التخطيط لبناء المسكن.
4- التوبة إلى الله وترك الذنوب والمعاصي لأن حديث :((لولا تذنبون لذهب الله بكم واتى بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم)) قاله النبي الكريم في قوم لم تكن الكبائر منتشرة بينهم ،، قالها للمجتمع المثالي الذي كان يتمنى مثله "رؤوس الفلاسفة"،، ولم يكن أبداً هذا الحديث بينهم ذريعة لارتكاب الكبائر ،، لأن الكبائر قد عذب الله عليها "أمماً بأسرها" مثل المطففين ، فكيف بالمرابين ، وكيف بالمختلسين ، خصوصاً مع انتشارهم وبلوغ الحجة إليهم "نسأل الله السلامة" وان لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ،، ولولا تذنبون مثل الغيبة والكذب والصغائر وليست الكبائر لأنها شاذة في ذلك المجتمع المثالي ، ولذلك فمن السهل أن نكون مثاليين بمجرد ترك الكبائر والخوف الشديد من الوقوع فيها ،، ولكن لا سهل إلا ما جعله الله سهلا ..والله من وراء القصد

وفي الختام...

أنتم ترون ما يفعل بنا التضخم ،، وترون كيف نهجر الاقتصاد الرباني والحلول الشرعية الموجودة فيه لعلاج هذه الظاهرة .. فإن لم نتدارك الوضع بالحلول الربانية لمثل هذه الظاهره ونترك حلول البشر جانباً ،، فلن نستطيع مواجهة "التضخم" بحلول بشرية ،، وستنطبق علينا المقولة:

كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ .. والماء فوق ظهورها محمول ُ

ملاحظة:
أصبح المسلمون أقل عوناً لإخوانهم ، فالكل تقريباً "مديون" للبنوك أو مجمدة أمواله في سوق الأسهم ، ولذلك باتوا أقل استهلاكاً وفقدت الحركة الاقتصادية انتعاشتها ، وأدى ذلك إلى قلة عدد الزبائن لدى منتجي بعض السلع والخدمات بل إنهم بدئوا في الاضمحلال والسكون ، وإذا استمرت الحال هكذا مع استمرار "ظاهرة التضخم" فقد تقوم بعض المؤسسات بتسريح بعض عمالها أو إيقاف جزء من مشروعاتها أو حتى تعلن أفلاسها بالكامل ، لأن بناء أي شيء لا يتم إلا بأركان وأهم ركن في البناء الاقتصادي هو الانسان والذي بتوقفه ستتوقف مشاريع التنمية بشكل مفاجيء ، ولهذا الامر تبعات اجتماعية لا تخفى على صاحب النظر وهي على سبيل المثال إنتشار البطالة وانتشار الفقر ولا تسأل عما تجلبه هاتين الظاهرتين للبلاد من جرائم غير مسبوقة تفقدنا الأمن وماهي فائدة النقود إذا انعدم الامان ،، أم سنطلب الأمان في بلاد كافرة لا تقبل بغير التركيع لكل ما هو مسلم بشبهة أو بشهوة..!!

أخوكم/ جعبة الأسهم

أشكرك بعنف
تضخم أي شيء يصير ولكن انا أريد قوانين صارمة على محاربة أمر مما ذكر أعلاه وهو
الربا
انتشر وبوقاحه صار بعض البنوك تجعل قسم للمصرفية الاسلامية
حسبي الله على من سمح لهم بذلك
غيرت جملة قاسية جداً بجملة حسبي الله

الله عليك يابو عبدالرحمن يعجبني تفاؤلك
لكن للاسف هذه قيم اندثرت لدى غالبية تجارنا ولن اقول جميعهم لكي لاتتهمني بالتشاؤم والنظره السوداويه للامور ولكن هذا هو الواقع المر نحن قبل طفرة الاسهم هذه وماصاحبها من اكتتابات لم نكن نعرف شيئا عن شركاتنا وكيفية تمويلها ولكن انكشفت الحقيقه التي صدمت الجميع وهي ان غالبية شركاتنا الوطنية ان لم تكن كلها (مرابية) تقرض وتقترض بالربا.. فكيف بالله عليك اخي ابوعبدالرحمن تريد منها ان تتمسك بهذه القيم وهي ترتكب هذا المنكر العظيم ...؟

الوضوع ممتاز يا ابو عبد الرحمن وسهل كمل قلت بايدينا
ولكن تنفيذه على الواقع اصعب مما تتصور وقد يكون فى خيال الفلاسفه اذين ذكرتهم

اثابك الله يابو عبد الرحمن

بارك الله فيك
لو سمحت لي عندي اقتراح
لماذا البنوك لا تخصم الزكاة من حسابات العملاء؟

عفاك الله مقترح جميل متى التطبيق لو بعض الحلول الله يفرج عنا ما نحن فيه

موضوع التضخم وغلا الاسعار واسبابه والعوز واللهث ورا الماده وسد احتياجان الاسره والتعامل بالربى وما الى ذلك من الامور التي اثرتها يابو عبدالرحمن كل هذا ناتج عن سياسات الدول المهيمنه على العالم بقوتها وجبروتهاومن ثم فرض سياسة الواقع والمحصله النهائيه او الهدف الاساسي اضعاف الدين ومحاربة المنتمين لهذه العقيده لان سياسة اعدا الاسلام مبنيه على التحكم في اقتصاديت الدول المنتجه للنفط لان ثروة النفط بالنسبه لهم تمثل التكنلوجيا الصناعيه وبدون النفط لايسطيعون تطوير صناعاتهم والتي نحن في امس الحاجه لها ومثلك عارف ويش اللي صنعناه وويش اللي يصنعونه هم لذلك سنبقى شعوب مضهطه محرومه من ثروات اوطانها وسيبقى العوز والتعامل باالربى وتتفشى الرشوه ولن تتعدل الامور الا اذا؟
والله المستعان

اقتباس :

ولن تتعدل الامور الا اذا؟

بإذن الله تتعدل الأمور بدون الا إذا ؟

بارك الله في الجميع

ابو عبدالرحمن لاعدمناك
والحل الوحيد للتضخم هو الرجوع للكتاب والسنة قال الرسول صلى الله عليه وسلم(أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة)

بارك الله فيكم جميعاً .. ولي عودة !

برك الله فيك يابو عبد الرحمن

جزاك الله خيرا ونسأل الله سبحانه أن يخلص المسلمين من الربا

mwadaa كتب:: أشكرك بعنف
تضخم أي شيء يصير ولكن انا أريد قوانين صارمة على محاربة أمر مما ذكر أعلاه وهو
الربا
انتشر وبوقاحه صار بعض البنوك تجعل قسم للمصرفية الاسلامية
حسبي الله على من سمح لهم بذلك
غيرت جملة قاسية جداً بجملة حسبي الله

احسنت التبديل وهذه من صفات المؤمنين .. بارك الله فيك !

» الأولوية لمكافحة آثار التضخم لا مكافحة التضخم
» الملوخية تقضي على أمراض الجهاز الهضمي
» التضخم...والحلول المستوردة!!
» دراسة شرعية للاسهم السعودية للدكتور القره داغي
» معدل التضخم مؤشر هام للاستثمار!!