بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ،، والصلاة والسلام على سيد المرسلين:-
في عالم الأسهم الواضح في سماته ، الغامض في نتائجه ، وبحسب نتائجه التي تخص السوق بكاملة أو سهم بعينه فإنه تبرز لنا في موازاة هذه النتائج بعض الانفعالات النفسية الطبيعية في ذاتها ، المتباينة في أسلوب التعبير بها بين الأفراد..!!
هذه الانفعالات التي نراها عند الانخفاض أو الارتفاع يمكن محاولة حصرها اجمالاً في مشاعر : الفرح ، الغضب ، الحزن ..على ما فات ، الهم ..لما هو آت ، الصدمة ، الخوف ، البكاء .. وغير ذلك من المشاعر التي قد تنتاب الكثير من المساهمين أو حتى بعض الهوامير ..!!
وهناك نقطة هامة وهي:((أن كل هذه الانفعالات سوف تكون أشد في اليوم الآخر وكل حسب مقدار جرمه عند الله عز وجل ))
فنحن أهل السنة والجماعة بخلاف المذاهب الأخرى نؤمن بأن أي انسان قد كتب عليه العذاب أو النعيم فهو سيشعر به ((بالنفس والجسد معاً))وليس بأحدهما كما تدعي ذلك بعض المذاهب الضالة عن جادة الحق ، فلا ينفرد أحدهما عن الآخر في لذة أو في عذاب ، وهما ملازمان لبعضهما يوم القيامة وفي الجنة أو في النار عياذاً بالله..!!
من هنا نستطيع فهم كيفية حدوث الانفعالات يوم القيامة أو في الجحيم ، حتى إذا مرت بنا آيات الوعيد والعذاب أو آيات النعيم والمغفرة استشعرنا معناها جيدا وبشكل مفيد يحيي القلوب القاسية ، فإذا ايقنا ذلك علمنا بأنه ليس من محض الخيال أن "تسودّ بعض الوجوه يوم القيامة" فهي ليس مجرد ألوان وعلامات يتم بها التمييز بين البشر ، إنما هي آثار لانفعالات قائمة ومحسوسة..!!
على سبيل المثال بينت لنا الآيات حال الناس في يوم القيامة وأن هناك وجوه مسودة ووجوه مسفرة ووجوه عليها غبرة ووجوه يكسوها الخزي (يعني كثرة الخجل المختلط بالفشل والندم الشديد)، هذه الاختلافات في الحالات السابقة شكلاً وحساً لا تحدث كنوع من التمييز فقط ، بل إنها مشاعر داخلية نفسية أثرت على الجسد من شدتها فغيرت بعض خصائصه ، ونظراً لشدة أهوال القيامة فإن التأثيرات تكون أبلغ بكثير مما نعيشه في الدنيا ، فالوجوه المسودة في عرصات القيامة قد اسودت من الكفر أو التقصير ، وخير شاهد على ذلك ما نشاهده في الدنيا من التغير الحاصل في وجه الغضبان أو الخجول أو الفخور بفعله بين الناس ، وإن الآخرة أشد عذاباً وأوفر نعيماً..!!
فالوجوه السوداء ليست مصبوغة بالسواد لتختلف عن غيرها بل إنها مشاعر عارمة ظهرت نتيجة لما يراه الانسان يوم القيامة ، وكذلك الوجوه البيضاء وأيضاً من يصيبه الخزي وهو الخجل والفشل الشديدين ، من هنا فكلنا إن ربطنا النفس بالجسد في تفكيرنا بالحياة الدنيا وفي تفكيرنا في الآخرة فحتماً سنشعر بأهمية آيات الترغيب وآيات الترهيب ونشعر بمذاق خاص عند سماعها ، أما من يدعو للفصل بين الروح والجسد فهو أغبى من حمـار أهله ويفضل أن يقتات على فتات الأوهام الوردية..!!
لذلك أدعو من هنا كل من أثر فيه إنهيار السوق السابق بالذات إلى التفكر جيداً في هذا الموضوع ، وكما يعلم بأن وقوعه في الخزي أو الغضب أو الخوف الدنيوي كان بسبب تقصيرة في اختيار وقت الدخول الصحيح للسوق فليعلم بأن ما سيصيبه يوم القيامة من خزي أو خوف أو عذاب يوم القيامة فهو من تقصيره في الواجبات الشرعية وعلى رأسها الصلاة ، فجددوا العهد الذي بينكم وبين الله عز وجل والله من وراء القصد ..!!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والحمد لله رب العالمين ،، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
أخوكم/ جعبة الأسهم